يقيم فضاء "مدرار" الثقافي، أحد الفضاءات القليلة في مصر التي تهتمّ بالأعمال المعاصرة متعدّدة الوسائط، ورشة تحت عنوان "في فخ الزمن الكبير"، عند السادسة من مساء العشرين من الشهر الجاري في مقره في القاهرة، يسيّرها كلّ من راوية صادق وأحمد توفيق وعاليا بسيوني، وتأتي ضمن برنامج "المصالح بتتصالح" الذي يتطرّق إلى الثقافة وإشكالياتها في مصر.
تعود الورشة إلى عدّة أحدث تاريخية وشخصيات في تاريخ مصر؛ البداية ستكون بالعودة إلى مصر بين عامي 1967 و1968، وتقترب من الروايات الشفوية التي يتناقلها الناس العاديون في مصر، أو تلك الشهادات التي مُرّرت من خلال الروايات والسينما عن تلك الفترة.
كما تتطرّق إحدى الجلسات إلى درية شفيق (1908-1975)، إحدى رائدات الحركة النسائية المصرية في الصحافة والعمل الاجتماعي والسياسي، بين عامي 194 و1957، والتي أصدرت مجلتي "بنت النيل" و"الكتكوت"، ثم فُرضت عليها الإقامة الجبرية عام 1957، وغابت عن الأذهان لتعود في خبر صغير في الصحف، عام 1975، يُعلن سقوطها من شرفتها في الدور السادس، ومصرعها.
بحسب بيان المنظمين فإن "حياة درية شفيق، المغايرة/ المشابهة لعصرها، الذي اتسم بالصراع الفكري والاجتماعي فيما يخصّ مفهومي المواطنة والحداثة، غنية- في اعتقادنا- بدلالات معاصرة لنا. وربما بعد الاقتراب منها قليلاً يمكننا تأمّل بعض سمات هذه الشخصية التراجيدية".
تعود الورشة إلى قاهرة الستينيات على خطى درية شفيق ومشوارها الشهير من بيتها فى الزمالك إلى محكمة الأسرة في عابدين، وتقف عند كوبري 26 يوليو، وتقرأ تاريخ القاهرة الاجتماعي المختلف من خلال تسريحات الناس في ذلك الوقت وأزيائهم.
الورشة تنتهي إلى تطوير مطبوعة تعتمد على رسم الكوميكس، وتتناول اللحظة التاريخية الخاصة بعامي 1967-1968 وبعض الشخصيات المذكورة. يتداخل بحث القائمين عليها ما بين التاريخ الشخصي والتاريخ العام.
يذكر أن راوية صادق هي فنانة بصرية، وتقوم حالياً بعمل تحت عنوان "عن الصدفة والشيخوخة والاكتئاب"، يتناول درية شفيق وعصرها، وتستخدم أساليب فنية عبر نوعية لاكتشاف معالجات بصرية جديدة، وتهتمّ حالياً بالتاريخ وتناوله عبر وسائط سمعية/ بصرية- شفهية/ ومكتوبة.
أما أحمد توفيق فهو فنان كوميكس، أصدر مطبوعة "اليوم السادس"، وعاليا بسيوني فنانة غرافيكية قدمت عدّة معارض فردية منها "مفقود موجود"، و"كتاب فنان"، و"سكتش لسوريا".