الصحافي عماد أبو سمية، الذي يعمل مصوراً ومونتيراً في إحدى شركات الإنتاج الإعلامية في مدينة رام الله، فوجئ قبل نحو أسبوعين بعدم تمكنه من الدخول إلى حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك"، من دون أن تشعره الشركة بذلك، ومن دون أن يعرف السبب، كما يوضح في حديث لـ"العربي الجديد".
ويقول أبو سمية: "حاولت الدخول قبل أسبوعين إلى حسابي، لكنني لم أستطع، حيث تم إلغاء ووقف حسابي من دون تحديد مدة زمنية لذلك، وأنا لم أفعل شيئاً مخالفاً، ومن دون إشعاري بذلك. راسلتهم أكثر من مرة ولم يتجاوبوا معي، خاصة أن لدي أصدقاء كثراً، ولم أتمكن من استعادة رسائلي. بين يوم وليلة تفقد كل شيء. ما جرى أمر مستفز، كان بإمكانهم أن يبعثوا لي إنذاراً لو كنت مخالفاً حتى أعدل مخالفتي لكنهم لم يفعلوا".
المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" أكد، في بيان اليوم الإثنين، أنه وبحسب تحقيقات ومتابعات باحثيه وباحثاته الميدانية، فإن حملة إغلاقات نفذتها إدارة شركة "فيسبوك"، ليلة الخميس وصباح الجمعة الماضيين، طاولت ما لا يقل عن 69 صفحة، من بينها صفحات خاصة لـ58 صحافياً/ة وكاتباً/ة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تعود بقية الصفحات لمجموعة من الناشطين والمواطنين الصحافيين.
وندد "مدى" بالحملة الواسعة التي نفذتها شركة "فيسبوك"، وأغلقت فيها عشرات الصفحات الشخصية لصحافيين/ات وناشطين فلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية، واعتبر المركز ذلك مساساً جسيماً وخطيراً بالحريات الإعلامية، ولا سيما أن معظم الصفحات التي أُغلقت تحظى بمتابعات واسعة، ولم يتلق أصحابها أي إنذارات مسبقة أو تفسيرات تبرر إقدام شركة "فيسبوك" على مثل هذه الخطوة.