في 1895، أصدر الكاتب إدمون دي غونكور كتاباً حول فن الرسّام الياباني هوكوساي كان فاتحة لحالة من الانبهار بالبصريات اليابانية لن تقتصر على باريس بل سنجد أثرها في الغرب بشكل عام، حيث وجد في هذا الفن نديّة لما ينتجه الفنانون في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا.
وعلى الرغم من أن الإعجاب بالفن الياباني لم تقتصر على هوكوساي وحده، إلا أن هذا الفنان لا يزال يمثّل أيقونة كل ما هو إنتاج بصري قادم من اليابان، ونجد أثره في أعمال فنانين أوروبيين كبار، بل في الطرح لنظري لبعض المدارس الحداثية، أبرزها الانطباعية.
نجد أثر هذا التعلّق بهوكوساي على حساب مجمل الفن الياباني في اقتصار معرض بعنوان "فوجي، بلد الثلج" يقدّمه "متحف الفنون الآسيوية" في باريس على أعماله دون غيره من الفنانين الذي تناولوا أيضاً هذا الجبل في لوحاتهم.
يحدث ذلك على الرغم من أن تقديم المعرض، والذي جرى طبعه في كتيّب، يتحدّث عن المكانة المحورية لجبل فوجي في الفن الياباني بشكل عام، من الرسوم القديمة قبل القرن التاسع عشر إلى لقطات الفنانين الفوتوغرافيين اليوم. وهنا يشير التقديم إلى أن فوجي لا يمثّل فقط جزءاً لا يتجزّأ من طبيعة اليابان، بل أيضاً من فنّه ومن ثقافته بشكل عام.
افتتح المعرض في 15 من تموز/ يوليو المنقضي ويتواصل حتى 12 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري، ويضم 36 عملاً لهوكوساي يظهر فيها جبل فوجي، معظمها مغطى بالثلوج في ما عدا واحدة يظهر فيها باللون الأحمر، ومن المرجّح أن يكون ذلك تعبيراً عن مشاهدة هوكوساي للجبل في فترة من فترات ثورته البركانية.
يشير كاتالوغ المعرض إلى أن صور جبل فوجي المقدّمة من المرجّح أنها رُسمت جميعاً في فترة وحدة، ما بين 1832 و1835، وهو ما يعني أن الفنان الياباني قد كرّس فترة من حياته لمشاهدة هذا المعلم الطبيعي وفهم روحه العميقة، لكن دون عزله عن بيئته اليابانية، حيث يظهر معه دائماً عنصر آخر من الحياة اليومية أو الطبيعية تمثّل عادة العنصر الرئيسي الذي تذهب إليه عين المتلقي عند مشاهدة اللوحة.