"فنون السمسمية": ذاكرة البحر والمقاومة

04 اغسطس 2017
(أحد عروض السمسمية في بور سعيد)
+ الخط -
تتعدّد الروايات حول ظهور آلة السمسمية بنسبتها إلى آلات وترية اكتشفت على نقوش المعابد الفرعونية أو في بلاد الرافدين، إلى جانب فرضية تعيدها إلى الجزيرة العربية، إلا أنها تتواجد في الوقت الحاضر في بعض مناطق جنوب الأردن وفلسطين ومدن قناة السويس وساحل البحر الأحمر.

ارتبطت ألحانها بالبحّارة، الذي كان يجتمعون حولها عند عودتهم من الصيد ولا يستمعون إلى آلة غيرها عندما تُعزف، قبل أن تنتقل إلى حفلات الأعراس والمناسبات الشعبية في القرن الماضي، وتعبّر عن هموم اجتماعية وسياسية، كما استخدمتها فرق الإنشاد الديني في مصر لاحقاً.

لم يجر الالتفات إليها خلال العقود الماضية، ربما لأنها تمثّل ثقافات طرفية في أماكن انتشارها، رغم أن معظم أغاني المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967 قدّمتها السمسمية في السويس والإسماعيلية وبور سعيد، وشهدت تلك الفترة تأسيس فرق جديدة مثل "الصامدين" و"أولاد البحر"، و"أولاد الأرض"، والأخيرة قدّمت أغنيتها الشهيرة آنذاك، وتقول كلماتها: "غني يا سمسمية، غني يا سمسمية، لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية، حاضنة زنودها المدافع، في الجامعة وفي المدارس، لمجد بلاده حارس، من غدر الصهيونية".

في السنوات الأخيرة، بدأت محاولات تسجيلها ضمن التراث اللامادي خوفاً من اندثارها وتخصيص ملتقيات لها، حيث تنطلق اليوم فعاليات الدورة الأولى من "المهرجان الإقليمي لفنون السمسمية" في مدينة بور سعيد المصرية، وتتواصل حتى الثامن من الشهر الجاري.

من الفرق المشاركة؛ "شباب النصر"، و"شباب بور سعيد"، و"بورسعيد للآلات الشعبية"، و"القصير"، و"البرامكة"، و"المطرية"، و"الإسماعلية التراثية"، و"محبي السمسمية/ السويس"، و"صوت البحر"، كما يُكرّم الفنان الراحل حسن أبو صالح الذي رحل الشهر الماضي، وكان قد ابتدأ في سنواته الأخيرة تسجيل أغاني السمسمية البور سعيدية.

المساهمون