"فلسطينيات" عكا يتبرعن بالدم لغزة

19 يوليو 2014
أمسية داخل أحد البيوت الفلسطينية المهدد بالإخلاء
+ الخط -
 
انضّمت نساء من مدينة عكا المحتلة إلى قافلة المتضامنين مع قطاع غزة، ولكن على طريقتهنّ الخاصة عبر الإعلان عن حملة تبرع بالدم وإطلاق دعوات لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وذلك خلال أمسية نظّمتها مجموعة "فلسطينيات" أمس الجمعة، داخل أحد المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء على يد المؤسسات الإسرائيلية.

وقالت هزار حجازي، من مجموعة "فلسطينيات: مجموعة من أجل حراك وطني ومدني"، لـ"العربي الجديد"، إن الأمسية جاءت "دعماً للأهل في غزة والقدس وعكا والخليل وسائر بقاع الوطن". وأضافت "نرفع صوتنا من عكا المهددة بالتهجير منذ عام النكبة وإلى اليوم، ونعلن منها عن حملة تبرع بالدم للتأكيد أن دمنا الفلسطيني واحد. وأضافت "قررنا أن نجمع في هذه الأمسية بين سياسة التطهير العرقي في عكا وغزة وسائر الوطن لأن قضايانا واحدة وكلها نتاج النكبة".

وذكّرت أن في مثل يوم أمس الجمعة "الموافق 18 يوليو/ تموز من العام 1948، نفذت إسرائيل عمليات تطهير عرقي في قرية الرويس المهجرة، والسنة الماضية أقمنا خيمة رمضانية على أرضها للتأكيد على العودة الفعلية وبالتالي اعتمدنا التاريخ لأمسيات دورية".

وأوضحت حجازي أن اختيار بيت أم أحمد المهدد بالإخلاء من قبل المؤسسة الإسرائيلية، لتنظيم الأمسية ليس صدفة وإنما للرمزية التي يحملها، مشيرةً إلى أن مجموعة "فلسطينيات" تتواجد منذ أبريل/ نيسان الماضي في البيت.

من جهته، أكد المحامي جهاد أبو ريا، لـ"العربي الجديد"، على أن "التضامن الفلسطيني في الداخل  هو جزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني في كل مكان". وأضاف "نقف اليوم إلى جانب أهلنا في غزة لأنهم يدافعون عن كل فلسطين وليس عن القطاع فقط".

واعتبر أن "الربط بين البيت المهدد بالتهجير في عكا الفلسطينية رسالة واضحة أن هذه المدينة الأصيلة تساند غزة، وهو تأكيد أن هذه المدينة ويافا وغزة وكل البلدات الفلسطينية وطن واحد".

وتابع المحامي الفلسطيني: "كذلك نطلق من هنا صرخة ضد الاعتقالات التي تستهدف شبابنا في الداخل ونساند الأسرى في سجون الاحتلال ونتصدى للتهويد ومصادرة الاراضي وكلها قضايا من نتاج النكبة".

"العدوان عار"

وتحدث خلال الأمسية، المحاضر في جامعة بير زيت، صبري صيدم، قائلاً: "نلتقي هنا للتأكيد على وحدتنا في مواجهة الاحتلال والعدوان على غزة. ما يحدث في غزة هو عار على كل من يتنفس ولا يحرك ساكناً وعلى المجتمع الدولي الصامت حيال الجرائم".

وأردف صيدم: "غزة تدافع عن نفسها وحدها. إننا أحوج ما يكون لوحدة نواجه بها العالم، ونقول إننا وأطفالنا في غزة وغيرها لسنا أقل آدمية وبشريّة من أحد. هناك من سيكمل المسيرة بعد الشهداء وحتما سننتصر في نهاية المطاف".

أما منسق "الحملة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان"، جمال جمعة، الذي وصل من القدس المحتلة، فأشار إلى أن إسرائيل دولة تقترف الجرائم منذ عام 1948 ولا يوجد من يحاكمها حتى اليوم على أفعالها".

وأوضح أنه "عندما زعمت إسرائيل خطف ثلاثة مستوطنين اتضحت مخططاتها، فبدأت تضرب المقاومة في كل بيت بالضفة الغربية، وهذا يعيدنا إلى سنوات بناء الجدار، إذ حاولت مسح المقاومة عن وجه الأرض".

وربط جمعة بين الحواجز في الضفة وعزل غزة قائلاً :"تقسيم الضفة الغربية بين شمال ووسط وجنوب جاهز وهناك 22 حاجزاً تعزل بين المناطق وهذا يذكّرنا أيضاً بعزل قطاع غزة من قبل".

ورأى جمعة أنّ إسرائيل حين قامت بالحملة الأخيرة في الضفة "بحجة البحث عن المستوطنين، كانت تعتقد أنها حسمت موضوع القدس والداخل الفلسطيني، لكن مقتل الفتى محمد أبو خضير من شعفاط، تسبب في انتفاضة في هذه المناطق لم تتوقعها".

ولفت جمعة إلى أنّ "إسرائيل أرادت إجهاض الانتفاضة بالعدوان على غزة، لكن غزة فاجأتها أيضاً حين دكّت المقاومة البلدات الإسرائيلية بالصواريخ وأدخلت المستوطنين وإسرائيل عامة بحالة هلع وإرباك".

وخلص إلى القول "هذا الشعب سينتصر في نهاية المطاف. المقاومة لا بد أن تنتصر لكي لا يتجرأ الاحتلال ثانية على جرائم أخرى، ولا بد من محاكمة إسرائيل وهذا يحتاج إلى وحدة الفلسطينيين".

المساهمون