يقيم "معهد غوته" في الرباط محاضرة حول مجلة "فلانور" (المتسكع أو المتجوّل) بعنوان "آثار المقاومة"، عند السابعة من مساء التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل.
تخصص المجلة كل عدد من أعدادها لشارع في مدينة، أو لمدينة مختلفة، مستعينة بالفنانين والكتاب والمؤلفين الذين يعيشون فيها، وتهتم بالزوايا الخفية وغير المعروفة عن تلك المدينة أو ذلك الشارع أو الحي وتسعى إلى مقاربتها بطريقة أدبية وفنية.
يلقي المحاضرة رئيس تحرير المجلة التي تصدر بالألمانية والإنكليزية، فابيان شول، حيث يوضح "الاستراتيجيات السردية لهذا التجوال. ويربط بين الأشكال المختلفة لهذه الآلية الثقافية مع عمل المجلة، ويناقش أهمية استراتيجية المجلة هذه في عالم يزداد عولمة يوماً بعد يوم"، وفق ما يقول بيان المحاضرة، على أن يتناول أحد الأعداد المقبلة حياً أو شارعاً في أحد المدن المغربية لم يجر الإعلان عنه بعد.
من مونتريال إلى موسكو، "فلانور" التي أطلقها ثلاثة فنانين من برلين، تحاول أن تقبض على الأماكن التي تقاوم العولمة في المدن المختلفة وتستكشفها من خلال الفنانين والكتّاب من شعراء وروائيين يعيشون فيها.
صدر من المجلة حتى الآن عدة أعداد، من بينها ما تجول في "شارع برنار" في مونتريال، وحي "فيتوريو إمانويل" في روما، و"فوكيونوس نيغري" في أثينا، وحي "رينغ" في موسكو، أما العدد المقبل فيصدر في شباط/ فبراير المقبل، وهو عن شارع من شوارع ساو باولو في البرازيل.
تحت عنوان فرعي هو "شظايا شارع"، تمزج المجلة بين صور المقيمين فيها والعابرين وأصحاب المحلات بالنصوص الشعرية، والأعمال البصرية من فوتوغرافيا وكولاج ورسومات.
تعطي المجلة أيضاً فرصة لأصوات حلاق الشَّعر والنادل وبائع الخضار والموسيقي المتجول، حيث تجمع النصوص بين الواقع والأدب، وبين المدينة كما يراها الشاعر وكما يراها العامل فيها.
تبدو المجلة كما لو كانت نوعاً من أدب الرحلات، تجمع النصوص المختلفة حول تفاصيل صغيرة من مكان محدّد في زمان محدّد من ساكنيه وعابريه، وقد تكون واحدة من المطبوعات القليلة التي تأخذ هذا الاتجاه، لكنها تذكرنا بتجربة عربية مماثلة ولكن على نطاق أضيق، وهي مجلة "أمكنة" التي يصدرها الشاعر المصري علاء خالد من الإسكندرية.