توكلي المولود في طهران عام 1976، كان مخرجاً للأفلام القصيرة قبل أن يحترف صناعة الأفلام الطويلة ومن أبرزها فيلم "الغريب"، و"حافي القدمين في الجنة"، و"المشي في الضباب"، كما لديه أعمال تلفزيونية عديدة.
وقرّر المعنيون في المهرجان إهداء جائزتين عن فئة أفضل مخرج، إضافة لفئات أخرى، فحصل إبراهيم حاتمي كيا عن فيلمه "بتوقيت الشام"، على جائزة أفضل مخرج كذلك إلى جانب توكلي، وحصد فيلمه هذا، والذي يروي قصة خطف طائرة يقودها طياران إيرانيان عسكريان من قبل عناصر داعش في سورية، على جائزتين إلى جانب جائزة أفضل مخرج، وهي عن فئتي الموسيقى والتسجيل الصوتي.
إلا أن المخرج حاتمي كيا، كما مؤيديه في الوسط الإيراني الفني وحتى السياسي وهم المحسوبون على المحافظين بشكل أو بآخر، امتعضوا كثيراً من هذه النتائج، ولا سيما أن البعض وصف فيلم كيا بالمختلف والاستثنائي، كونه نقل أفلام السينما الإيرانية لمرحلة جديدة، بسبب وجود مشاهد جوية على سبيل المثال، إضافة إلى تطرّقه لمسألة دور العسكريين الإيرانيين في سورية، وتركيزه على دور بلاده في الحرب على الإرهاب.
وقال كيا بعد تسلم جائزة "العنقاء البلورية" كأفضل مخرج، إنه "فخور بالحديث بلسان أشخاص يؤمن بهم" واصفاً نفسه بصانع أفلام النظام، واعتبر أنه حصل على حقه من قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني ومن عسكريي الحرس الثوري، وهم من أشادوا بالفيلم، مبدياً انتقاده لبعض وجهات النظر السلبية تجاه فيلمه.
كانت "وكالة تسنيم" المحسوبة على التيار المحافظ نشرت تقريراً حول الأمر أمس الإثنين، ورأت أن حاتمي كيا يصور أفلاماً تطرح مسائل الثورة الإسلامية وهناك بعض مقدّمي البرامج التلفزيونية قرروا انتقاده وتحليل فيلمه بطريقة لا تصبّ لا لصالح الثورة ولا لجهة المصالح الوطنية، حسب تعبيرها.
لم تكتف الوكالة بتصنيفاتها التي تقع في سياق الانحياز السياسي، بل اعتبرت في تقريرها الذي فردت له مساحة جيدة أن النقّاد السينمائيين والبرامج التلفزيونية أحياناً يؤثرون على الرأي العام بل ويغيرونه، وذكرت أن صاحب "بتوقيت الشام" ليس وحده الذي يشتكي من انتقاد أفلام تذكّر بمبادئ الثورة الإيرانية.
من جهتها، ردّ الإعلامي رضا رشيد بور على تصريحات المخرج الموجهة لمنتقديه اليوم الاثنين، وهو الذي قدّم حفل الختام، كما انتقد فيلمه سابقاً في برنامج تلفزيوني محلي يقدّمه والذي دعا كيا للمشاركة فيه غير أنه لم يأت، ووجه له شكراً على انتقاداته حتى لو كان يخالفها، بحسب وصفه.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت كان يتوقع فيه كثيرون أن يحصد "بتوقيت الشام" أغلب الجوائز، وهو الذي تم تصوير مشاهده بين إيران وسورية وشارك به ممثلون عرب من سورية ولبنان.
الجوائز الأخرى توزّعت على عدد من الأعمال، ففاز فيلم "أدمغة صغيرة صدئة" لمخرجه هومن سيدي بأربع جوائز، منها جائزة أفضل فيلم وفقاً لتصويت الجمهور، فيما حصل فيلم "عرق بارد" على ثلاث جوائز ثانية.
ونال أمير جديدي عن دوره في "مضيق أبو غريب"، جائزة أفضل ممثل بدور بطولة، فيما حصل جمشيد هاشم بور على جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم نقار الخشب، ونالت سارا بهرامي جائزة أفضل ممثلة لدور البطولة في "نقار الخشب" لمخرجه بهروز شعيبي، إضافة لحصول سحر دولت شاهي على جائزة أفضل ممثلة ثانوية لدوريها في فيلمي "تقاطع إسطنبول" و"عرق بارد".
بعض الصحافيين اشتكوا من سوء تنظيم حفل الختام، وتأخر انطلاقه عن الموعد المحدد، فيما نشرت الممثلة الإيرانية مهناز أفشار في تغريدة على تويتر إن "هيئة الإذاعة والتلفزيون التي نقلت الحفل على الهواء مباشرة، انتقت مشاهدها من الحفل كما كل سنة وكأنه لا يوجد في المهرجان مشاركة لأي امرأة".