"فاست أند فيوريوس" من دون بول واكر: إرهاب تكنولوجيّ

04 ابريل 2017
فان ديزل: استراحة المُحارب (يوتيوب)
+ الخط -
يبدو أن مسار السلسلة السينمائية "سريع وغاضب" (Fast And Furious) لن يتوقّف، قريباً على الأقلّ. فبالإضافة إلى الحلقة الـ 8 منها، التي تبدأ عروضها التجارية الأميركية في 14 أبريل/ نيسان 2017 (بعد يومين على بدء عروضها التجارية الفرنسية)، هناك حلقتان أخريان، ستعرَضَان عامي 2019 و2021. ومع أن أحداً لا يتحدّث عنهما، إلّا أن محبّي السلسلة متشوّقون لمعرفة حكايتيهما، ومتلهّفون لمشاهدة "أول" فيلم من السلسلة، لن يُشارك فيه الممثل الأميركي بول واكر. 

بول واكر، الذي يُرافق السلسلة في مغامراتها كلّها، باستثناء الحلقة الـ 3، سيُشكّل مع فان ديزل ثنائياً لامعاً، في أفلام تحتلّ المَشَاهد الخطرة جداً مكانةً بارزة فيها. لكنه لن يستمرّ في السلسلة التي تُساهم فعلياً في صناعة نجوميته، إذْ يُقتل في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عن 40 عاماً، أثناء تصوير الحلقة الـ 7 (2015) لجيمس وان، إثر حادث سيارة، في "سانتا كلاريتا" (كاليفورنيا). وموته الفجائيّ سيرفع ميزانية الفيلم، من 190 مليونا إلى 250 مليون دولار أميركي، بعد قرار وان الاستعانة بالتقنيات الرقمية لإكمال تصوير المشاهد الناقصة، التي كان يُفترض بواكر تصويرها.

مع الحلقة الـ 8 (2017)، للمخرج أف. غاري غراي، تبلغ السلسلة عامها الـ 16: 815 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاجية للأفلام الـ 7، في مقابل 3 مليارات و900 مليون دولار أميركي إيرادات دولية. أرباحٌ تدفع إلى مزيدٍ من حلقات صاخبة بالمطاردات الخطرة التي لن تخلُ، كعادة السلسلة، من مواقف إنسانية تتعلّق بالصداقة والحبّ والعائلة، وتعكس جوانب صادقة وشفّافة وحميمة من شخصياتٍ تحاول الخروج من بؤس العنف والإجرام، إلى سلامٍ داخليّ، فإذا بالعالم يحاصرها بضغوط ومَطَالب، لإنقاذه من الشرور المحدقة به.


والصداقة أساسية، أيضاً، في علاقة ديزل بواكر، خارج الاستديو وبلاتوهات التصوير. وهذا يتّضح في الفترة اللاحقة لموت الثاني، إذْ يُصاب الأول بنوعٍ من الاكتئاب، يجعله شبه غائبٍ عن الحياة العامة، لبعض الوقت. كما يتّضح في اللقطات الأخيرة من الحلقة الـ 7، التي يتولّى شقيقا واكر تنفيذ بعض المشاهد الخاصّة بشخصية براين أوكونور، التي أدّاها بول سابقاً: كلام عاطفي في وداع صديق، ولقطات له في مغامرات سابقة.

أما السلسلة، فمنبثقة من مقالة منشورة في المجلة الشهرية الأميركية Vibe، للصحافي كِنْ لي، بعنوان Racer X (مايو/ أيار 1998)، عن متسابق سيارات، يُدعى رافاييل إيستيفيز، مشهور في "مرتفعات واشنطن". والفيلم الأول (2001)، لروب كوِن، مستندٌ إلى سيناريو يُشارك لي في كتابته: دومينيك "دوم" توريتّو (فان ديزل) سجين سابق ومتسابق سيارات مشهور، والمقرّبون إليه قلائل، أبرزهم حبيبته ليتيسيا "ليتي" أورتيز (ميشيل رودريغز)، وشقيقته ميا (جوردانا بروستر). يتسلّل إلى "العصابة" تحرٍّ متخفٍّ يُقدِّم نفسه باسم براين أوكونور (بول واكر)، للتحقيق في سرقات ضخمة تحصل على الطرقات السريعة. لكن، قبل انكشاف سرّه، سيُغرم بميا، التي ستحبّه كثيراً، وستُحلّ الخلافات لاحقاً، بعد معرفة هويته الحقيقية، إذْ يُقرِّر أوكونور البقاء في العصابة، لخبرته في قيادة السيارات السريعة، وفي الأعمال الميكانيكية. وأيضاً، بسبب حبّه الكبير لميا.


هكذا تبدأ المغامرات، وترتفع حدّة المطاردات، ويجد دوم وبراين نفسيهما في خضم معارك طاحنة بين رجال عصابات مختلفي الجرائم، ورجال أمن واستخبارات. والحلقة الـ 8 (230 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج)، التي يعد صانعوها محبّي السلسلة بكمّ أكبر من التشويق، ستروي حكاية تورّط دوم في عمل جُرميّ، بعد استدراجه من قِبل سيفر (تشارليز ثيرون)، المتخصّصة بإرهاب التكنولوجيا فائقة التطوّر.

أما كيف سيتمّ استقبال "مصير الغاضب" (The Fate Of The Furious)، وهو العنوان الأصلي للحلقة الجديدة، على مستوى المُشاهدة الجماهيرية تحديداً، فهذا ما سيُعرف قريباً.

المساهمون