حذّر مصرف "غولدمان ساكس" الأميركي الاستثماري، في تقرير، نشره على موقعه، من مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة والنفط والدولار على الاقتصادات الناشئة.
واعتبر المصرف أن هذه المعادلة الثلاثية الحارقة، إذا استمرت لفترة طويلة تهدد باضطرابات سياسية في العديد من الدول الناشئة.
وبرر ذلك بقوله إن أسعار النفط المرتفعة التي تشتريها البلدان النامية بالدولار القوي ستقود تلقائياً إلى ارتفاع أسعار الوقود، وبالتالي سترفع معدل التضخم والغلاء في هذه البلدان. وعلى صعيد الدولار القوي، أشار المصرف، في تقريره الصادر يوم الأربعاء الماضي، إلى أن قوة الدولار سترفع من خدمة الديون بالعملات في الدول الناشئة.
وهبط الدولار في تعاملات اليوم الجمعة، مع دخول رسوم أميركية على واردات صينية حيز التنفيذ، لكن الاستجابة الضعيفة من جانب أسواق العملات للإجراء ترجّح أن هذا التصعيد كان إلى حد كبير موضوعاً في حسابات المستثمرين، الذين يركزون الآن على تقرير الوظائف الأميركية، أكثر من تركيزهم على النزاع التجاري.
وانخفض مؤشر الدولار مقابل سلة تضم ست عملات إلى 94.317، بعد أن هبط إلى 94.177، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 26 يونيو/ حزيران في اليوم السابق. وساعد هذا اليورو على الارتفاع إلى 1.1727 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ 26 يونيو/ حزيران.
ومقابل الين الياباني، انخفض الدولار 0.1% إلى 110.56 ين، بينما ظل اليوان الصيني ضعيفاً أمام الدولار، إذ انخفض 0.2% إلى 6.6506 يوان للدولار، وذلك وفقاً لرويترز.
ولكن التوقّعات تشير إلى استمرار قوة الدولار على المدى المتوسط، بسبب المتاعب التي تعاني منها الاقتصادات الأوروبية.
وفي أسواق الطاقة، تأرجحت أسعار النفط اليوم الجمعة في سوق اتسمت بالتوتر، مع تطبيق الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على بضائع صينية، في إجراء قد يدفع بكين إلى الرد برسوم مماثلة، قد تشمل وارداتها من الخام الأميركية. وهبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة مع تراجع أسواق الأسهم.
لكن لاحقاً ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتاً، أو ما يعادل 0.2%، عن التسوية السابقة إلى 73.07 دولاراً للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1%، إلى 77.33 دولاراً للبرميل. ومن المتوقّع أن تشمل العقوبات الصينية شحنات النفط الأميركي.
ويبلغ حجم شحنات الخام الأميركية إلى الصين نحو 400 ألف برميل يومياً بقيمة تصل إلى مليار دولار شهرياً بالأسعار الحالية.
وقال مصرف "غولدمان ساكس"، في تقريره، إنه لا يعتقد أن الحرب التجارية ستخفض أسعار النفط على المدى القصير، وإن تداعياتها على أسعار السلع عموماً ستظل ضئيلة.