"غوغل أستراليا": لا نساهم بقتل الصحافة

وأرسلت "غوغل" أكثر من ملياري زيارة للمواقع الإخبارية الأسترالية في العام الماضي، والشركة متفائلة بشأن قدرة الصحافة الجيدة على البقاء على قيد الحياة، حسبما أخبرت "غوغل" الجهة المنظمة للمنافسة.

وفي رسالة إلى لجنة التحقيق في المنافسة حول التأثير على وسائل الإعلام من المنصات الرقمية، قالت "غوغل" إنّ الإنترنت جعل الأخبار أكثر تنوعًا وتخصصًا وسهل إمكانية الوصول إليها، كما أن وسائل الإعلام التقليدية تتكيف مع ذلك.

لقد غيّرت التكنولوجيا الطريقة التي نستهلك بها الأخبار، ولكنّ ذلك "لا يعني موت الصحافة"، على حد قول المدير العام لشركة "غوغل أستراليا"، جيسون بيليغرينو، مضيفاً "في الواقع، إن شهيتنا للصحافة النوعية هي في ازدياد".

وأضاف "وفقًا لتقرير "محسّن لوسائل الإعلام في أستراليا" (Enhanced Media Metrics Australia)، فإن 90 بالمئة من الأستراليين يقرؤون وسائل الإعلام الإخبارية في أستراليا ويتزايد عدد القراء".

وقالت شركة "غوغل" إنّها لم تبع بيانات المستخدمين إلى أطراف ثالثة. وكشفت بيانات محلية للمرة الأولى تُشير إلى أنّ الأستراليين زاروا حساباتهم في "غوغل" أكثر من 22 مليون مرة في عام 2017 للتحكم في كيفية استخدام بياناتهم.

وحذر رئيس لجنة المنافسة، رود سيمز، من أن العقوبات الجنائية ستطبق إذا فشلت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك شركات تجميع المحتوى مثل "آبل نيوز" ووسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، في المساهمة في التحقيق. لكن "غوغل" تبنّت نبرة تصالحية، قائلة إنها "تقدر كل من التحديات والفرص التي خلقتها الإنترنت وتستمر في خلقها".

وترسم "غوغل" صورة متفائلة حول كيفية تكيّف وسائل الإعلام التقليدية مع انخفاض الإعلانات المطبوعة والمبيعات عن طريق اقتباس نمو الاشتراك لدى أهم الناشرين.

"عدد المشتركين الرقميين في ترويسات شركة "نيوز كورب أستراليا" كان 389،600 في 31 ديسمبر/كانون الأول 2017، مقارنة بـ 309،200 في العام السابق، أي بزيادة تزيد عن 25 في المائة خلال عام واحد"، كما جاء في التقديم.

وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2017، بلغ عدد المشتركين الرقميين المدفوعين في "سيدني مورنينغ هيرالد" و"أستراليان فايننشال ريفيو" و"آيج" أكثر من 283 ألف مشترك، بزيادة قدرها أكثر من 50 ألفا في خمسة أشهر.

ولكن في تقديم منفصل، قالت شبكة التلفزيون الأسترالية الرائدة، "سيفين"، إن "غوغل" تتمتع "بقوة سوقية كبيرة" وغير مقيدة من قبل المنافسين أو الأنظمة، مما يؤثر سلبًا على وسائل الإعلام التقليدية والمستهلكين في نهاية المطاف.

وأشارت "سيفين" إلى أنّ محركات البحث الرقمية وغيرها من المنصات كان لها تأثير كبير ليس فقط على الأخبار ولكن على إنتاج المحتوى المحلي، وعلى نموذج التشغيل التلفزيوني المجاني.

وأضافت "أن "غوغل" هي محرك البحث الرقمي الرئيسي المستخدم في أستراليا والعالم، وشكلت الإعلانات 84.2 بالمئة من إجمالي إيراداتها البالغة 32.3 مليار دولار أميركي في الربع الرابع من عام 2017. ويعد فيسبوك منصة الإعلام الاجتماعي الرائدة على مستوى العالم، وفي عام 2017، استحوذ الإعلان على 98 بالمئة من إيراداته التي تبلغ 40.7 مليار دولار أميركي".

وقالت مؤسسة "سيفين ميديا ​​الغربية" إن الاتجاه إلى انخفاض عائدات الإعلانات التلفزيونية وزيادة تكاليف الإنتاج كانت سبباً للقلق من حيث استدامة العروض التلفزيونية المحلية في المستقبل.

وقالت المؤسسة "في أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتكا، وفي ضوء الحجم الكبير وطبيعة البيانات التي تحتفظ بها هاتان الشركتان، من الواضح أن المنظمين بحاجة إلى عمل المزيد للتحقيق وإلقاء الضوء على سلوك هاتين الشركتين في جمع البيانات، والنظر في ما إذا كان النظام التنظيمي الحالي كافياً لحماية مصالح المستخدمين، والمحافظة على المنافسة في الأسواق المرتبطة بها، وللتأثير على التأثير غير المناسب والسلطة التي تمارس على الشركات والحكومة".


(العربي الجديد)