حتى الثاني من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، تتواصل فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من "معرض غوادلاخارا الدولي للكتاب"، والذي يحمل اسم ثاني أكبر مدن المكسيك ويُقام فيها. تُعدّ التظاهرة أحد أضخم معارض الكتب في أميركا اللاتينية؛ حيث يشهد هذا العام تقديم مئة وعشرين عنواناً جديداً من أربعين بلداً، ومشاركة أكثر من عشرين ألف متخصّص في صناعة الكتاب.
"لا ينمو، بل يتنوّع"، هو الوصف الذي أطلقته مديرة المعرض، ماريسول شولتز، على التظاهرة التي افتُتحت بخطاب ألقته الشاعرة الأورغويانية إيدا فيتالي (1923) بعد فوزها بـ"جائزة الآداب باللغات الرومانسية"، التي كانت تُعرَف في السابق بـ"جائزة خوان رولفو" وتمنح للكتّاب بالإسبانية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية والرومانية.
سبق أن نالت هذه الجائزة من الكاتبات كلّ من الروائية البرازيلية نيليدا بينيون (1939)، والشاعرة الأرجنتينية أولغا أوروثكو 1920-1999)، والكاتبة المكسيكية مارغو غلانتز (1930).
وكانت فيتالي قد هاجرت إلى منفاها المكسيكي إثر انقلاب عسكري في الأوروغواي عام 1974. وحين قُيّض لها أن تعود إلى بلدها الأم، لم تستطع البقاء لأكثر من سنتَين؛ حيث غادرت مرّةً أخرى إلى المكسيك.
ينظّم أيضاً لقاء مع الكاتب والروائي النيكاراغوي، سيرخيو راميريث (1942)، الحائز على "جائزة ثربانتيس للآداب" السنة الماضية، وهو أحد الكتّاب المعارضين لـ دانييل أورتيغا ونظام الحكم في نيكاراغوا التي وقعت فيها اضطرابات سياسية حصدت العديد من الضحايا منذ نيسان/ أبريل الماضي، ولم تعد الأوضاع إلى سابق عهدها حتى اليوم.
تحضر البرتغال ضيف شرف في الدورة الحالية، حيث يُحتفى بكتّابها ومنهم عيسى كايروس، وسيزاريو بيردي، وماريو ساكارنيرو، وفيرناندو بيسوا، وأوجينيو دو أندرادي، وصوفيا دي ميلو برينير أندريسين، ونونو جوديس، وجوزيه ساراماغو، وفيرناندو بينتو دو أمارال، وأنطونيو لوبو أنتونيس، وتيوليندا جيرساو.
يشارك، أيضاً، الروائي التركي أورهان باموك، والشاعران التشيلي راؤول زوريتا والصربي تشارلز سيميك، ويُنظَّم لقاء مع الكاتب والروائي النيكاراغوي سيرخيو راميريث. كان مبرمجاً أيضاً أن يحضر الشاعر المكسيكي فرناندو ديل باسو (1935 – 2018) الذي رحل منذ قرابة أسبوعين؛ حيث بُرمجت عدّة فعاليات كان سيشارك فيها. بدلاً من ذلك، تُقام مائدة مستديرة بحضور مدير دار نشر "فوندو دي كولتورا إيكونوميكا" التي تصدر أعماله، إلى جانب بعض الكتّاب مثل إيلمر مندوثا وكارمن فِيُّورُو..
وتُنظَّم استعادات لكلّ من الكاتبَين المكسيكيَّين، خوان خوسيه أريولا (1918 – 2001)، الذي ينتمي إلى مدينة غوادالاخارا، وكارلوس فوينتيس (1928 – 2012) الذي سيجري التركيز على فكره السياسي ومواقفه المنتقدة لسياسات الولايات المتحدة العدوانية وتغوّل الرأسمالية على العالم.