"ع نوطة": موسيقى آتية من بعيد

03 يناير 2018
(من حفل سابق)
+ الخط -
عادت فرقة "ع نوطة" إلى "مسرح المدينة" في بيروت ليلة أمس لتقدّم أعمالاً جديدة، وهو المكان الذي أعلنت منه عن ألبومها الأول "Jazzح" (حجاز) قبل أربع سنوات؛ الفرقة اللبنانية تقوم بتأليف موسيقاها الخاصة وكتابة كلمات أغانيها التي تتنوع بين التراث الشرقي والموسيقى الكلاسيكية والجاز والبلوز والروك.

تضمّ الفرقة ستّة موسيقيين، هم إضافةً إلى المغنية بترا حاوي: وجدي أبو دياب على البيانو، وعلي صبّاح على الغيتار، ورغيد جريديني على الساكسوفون، وجهاد زغيب على الطبل، وزاهر حمادة على الباص.

أدت الفرقة في حفلها مقطوعات من مشروعها الأول الذي يتضمّن ثمانية أغاني هي: "قصّة"، و"مشّي معي"، و"بانتظارك"، و"حجاز"، و"زخّات الشتي"، و"من بعيد"، و"بالنهار"، و"رماني بسهم هواه"، و"هشرب حشيش"، إضافة إلى الألبوم الثاني الذي يضمّ عدّة موشحات في توزيع جديد يعتمد مزج أنماط الفيوجن والجاز بالموسيقى الشرقية.

التجديد الذي تقوم به "ع نوطة" يتكئ على دراستهم الأكاديمية ضمن مسارهم في التجريب الذي لا ينفصل عن مرجعيات أساسية تبدو خلفية حاضرة في معظم أعمالهم، يمكن اعتبارها خليطاً من مدرستي سيد درويش والرحابنة، وكلاسيكيات الموسيقى الأوروبية، والجاز ضمن تجربتي الموسيقييْن الأميركي جون وليم كولتراين (1926 – 1967)، وتشيك كوريا (1941) بشكل أساسي.

في عدد من الأغاني، تقترب بترا حاوي من مساحات صوتية ألفها المستمع العربي في أداء فيروز يرافقها تشابه آخر في أسلوب كتابة الأغنية لدى زياد الرحباني، كما في أغنية "بانتظارك" التي تقول كلماتها: "لما تدق على بابي، بتنمى ما كون فاضي أفتحلك، واضطر أشرحلك عن وقت الماضي، شو صار مش فاضي، لألك لغيرك، أو لحالي".

رغم تلك العناصر المكوّنة للتجربة، إلا أن هناك تمايزاً يفرضه اشتغال الفرقة التي تموّل إصدارتها من حسابها الخاص، حيث يظهر بحثها على صعيد كتابة الأغنية وتلحينها أو في إعادة توزيعها لأغانٍ عديدة مثل "أغاني القرد" لسيد دوريش، أو في أغاني نينا سيمون.

المساهمون