افتتاح معرض "عُلو" لـ منذر جوابرة في تونس

15 مايو 2017
(من المعرض)
+ الخط -
لا يتوّقّف الفنان الفلسطيني منذر جوابرة (1976) عن استكشاف محيطه بحثاً عن الرموز والأيقونات التي تؤثّث حاضر الفلسطينيين وماضيهم، والاشتباك معها بصرياً للتعبير عمّا يستجدّ من قضايا وأحداث، وما يشكّل مادة للحلم والمستقبل.

يطرح معرضه الجديد "عُلو" الذي افتتح أول أمس في "غاليري آلان نادو" في تونس ويستمر حتى الثالث عشر من تموز/ يوليو المقبل، تساؤلات عديدة ومتشعّبة حول مفهوم الألم والموت عبر تفكيك كثير من الأفكار المسبقة عن المكان الذي نولد ونُحاصر داخله، وقدرتنا على تحويل المصاعب إلى طاقة للاحتمال ووسائل للمقاومة.

يستخدم جوابرة في هذه التجربة الأسلاك الشائكة أو "حبّات الشوك"، كما يسمّيها، والتي تحيل إلى الحدود والحواجز وكيفية النظر إلى خارجها بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني والعربي، اللذين يعيشان مرحلة تشهد موجات من التطرّف تدفع إلى مزيد من الهجرات واليأس.

تتعدّد دلالات السلك الشائك إلى ما هو أبعد من السياسة، حيث يتداخل الهمّ العام مع التعب الإنساني والاجتماعي، للوصول إلى مفهوم "تجاوز الألم"، الذي يعني مزيجاً من التسامي وإمكانية الإبداع والابتكار من أجل التغيير.

يعكس المعرض الذي سينتقل إلى مدن عربية وأجنبية أخرى، الجماليات الكامنة وراء حدّة الألم، وما تبعثه من صراعٍ داخل الفرد وما تفرضه من تحوّلات، يصفها الفنان في كلمته الافتتاحية: "في الارتفاع عن الأرض نستطيع أن نرى مساحات أكبر، وأن نقترب من أرواحنا المعلّقة في السماء، وفي العلو نستطيع أن نفتح ذراعينا لنجرّب الطيران".

ويضيف "تمثّل الأعمال حالة من الإرباك والتداخل بين مفهومي الموت والألم، وتسعى من خلالهما أن ترتفع قليلًا كحالة تصّوف وتأمل، وتعيد صياغة سؤالها البصري في ماهية الألم أساساً وقدرته على قتل كلّ أشكال الفرح، أو العكس تماماً، وتجاوزه لأن يصبح الموت مثل الحياة لا يعني شيئاً، بل تستمر الحركة دون أن يتأثّر الآخرون في دعوة لاستمرار البقاء دون معوقات".

يختم الفنان "في رحلة الحياة للناس باختلاف ثقافاتها ولغاتها، لا أحد إلا ويعرف ماذا تعني هذه الإشارة "شوك الشبك"، ويعرف ماذا يعني اقترابه منها: فإما الألم وإما الموت، وهي ذاكرة جماعية، لا شك بأننا جميعاً سالت دماؤنا منها، وفي أقلّها حرمتنا من الشعور بالجمال والتفوّق الإنساني".

دلالات
المساهمون