استطاعت عدّة تظاهرات تونسية تهتمّ بالسينما البديلة التي تركّز على مضامين اجتماعية وسياسية واقتصادية، أن تُبرز عدداً من صنّاع الأفلام الوثائقية والروائية والقصيرة الذي يحقّقون حضورهم خلال السنوات الأخيرة عبر نتاجاتهم التي ترصد قضايا التحرّر الوطني ونقد الاستبداد والتهميش جراء الفشل في مشاريع التنمية.
يحسب لتلك الأنشطة أيضاً إقامتها في مدن صغيرة ونائية بعيداً عن صخب المهرجانات في العواصم والمدن الكبرى، كما في تظاهرة "السينما والسياسة" التي تنطلق عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الأربعاء في "فضاء الأكنوما" في مدينة الرديف جنوب تونس، وتتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
تندرج الفعاليات المقدّمة ضمن مشروع "عيشتنا" الذي يضم ثلاث دورات تمتد طيلة العام الحالي، بتنظيم من جمعيات "مسارب" و"سيوة" و"أرخبيل الصور"، بالتعاون مع "مؤسسة كمال الأزعر" و"المركز الوطني للسينما والصورة" و"الشبكة الأورومتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان"، و"هكة للتوزيع".
تذهب الدورة الأولى إلى "تقديم عروضٍ مشفوعة بنقاشات وورشات للتفكير في البعد السياسي وكيفيات تمثيله وفي السينما نفسه كفعل سياسي، عبر أفلام ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالسياسة، والوقوف عن التجليات المختلفة للبعد السياسي للسينما، إلى جانب العروض والنقاشات التي يديرها نّقاد سينمائيون، تُنظّم ورشتان الأولى تستعرض التحليل والنقد السينمائي ويديرها ثامر المكي، والثانية تتناول صحافة المواطنة ويقدّمها الطاهر الشيخاوي وهاجر بودن"، بحسب بيان المنظّمين.
تُفتتح التظاهرة اليوم بعرض أفلام قصيرة، هي: "المدرعة عبد الكريم" (2003) لـ وليد مطر الذي يسلّط الضوء على شبان ينتظرون حصولهم على تأشيرة سفر من أجل الهجرة سعياً لتحقيق أحلامهم، و"على رأس كلب" (2007) لـ مروان المدّب الذي يرصد مظاهر عنف المدينة عبر بحث استقصائي لمعارك سرية تدار بين الكلاب في تونس، و"فطيمة" (2015) لـ نينا خدة، الذي يروي كيف نفيت جدّة المخرجة إلى فرنسا، و"كيف يمكن إعادة تأطير خارق للقانون بجذب خيط رفيع" (2010) لـ لمين عمار خوجة، الذي يتناول أوضاع المهاجرين في ألمانيا.
يتضمن اليوم التالي عرض أفلام "بدون 2" (2015) لـ جيلاني السعدي الذي يصوّر الجدل حول صياغة الدستور التونسي الجديد، أما برنامج الجمعة فيتضمّن عرض "بابل" (2012) لـ علاء الدين سليم وإسماعيل الشابي، و"هدنة" (2015) لـ ميريام الحاج، وتُختتم العروض السبت بفيلم "شانطي أ" (2013) لـ طارق سامي ولوسي داش وكريم لواليش.