يذهب المؤرخون والدارسون لعمارة المسجد إلى تناول المتغيّرات التي طرأت على وظيفته وشكله، حيث تراجع حضور الجامع كمكان لتداول شؤون الحكم في فترة مبكرة من الإسلام فأصبح القصر ودوواينه هي المؤسسات المنوطات بذلك، والأمر نفسه حدث مع تشكّل مدارس مستقلة وإن ظلّت بعضها تتبع مساجد بعينها، فتحوّل دوره كمؤسسة تعليمية، مع بقائه فضاءً عاماً تحرص السلطة على التحكّم به.
"عمارة المساجد في الحضارة الإسلامية.. رؤية مستقبلية" عنوان الندوة التي ينظّمها برنامج دراسات الحضارة الإسلامية في "مكتبة الإسكندرية" اليوم، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين المتخصّصين.
تتناول الندوة عدّة محاور، منها: تراث عمارة المساجد في الحضارة الإسلامية وتطوره عبر العصور، والرؤى المستقبلية في تصميم عمارة المساجد، وتجارب المعماريين المعاصرين في تصميم المساجد، ومراحل تطور عناصر العمارة الإسلامية المستخدمة في عمارة المساجد الحديثة.
تضمّ الجلسة ورقة بعنوان "أضواء جديدة على عمارة المساجد المبكرة في الجزيرة العربية والعالم الإسلامي" لـ عبد الله كامل موسى، و"المسجد الرقمي والمسجد الافتراضي" لـ هاني الهنيدي، و"السياق المحلي للمسجد" لـ علي الشعيبي، و"مسجد المستقبل" لـ مشاري بن عبد الله النعيم، و"المعماري العثماني ودوره في تطور عمارة المساجد: سنان نموذجاً" لـ أحمد زكي.
في الجلسة الثانية يتحدّث خالد عزب عن "فقه عمارة المساجد في العمارة الإسلامية"، وفاروق يغمور حول "نماذج معاصرة من تصميمات المساجد"، بينما يتناول محمد عبد الحفيظ "المساجد المغولية الكبرى في باكستان تاريخها وعمارتها"، ويلقي عبد العزيز صلاح سالم ورقة عن "تطور عمارة المساجد في المغرب عبر العصور"، ويقارب أسامة طلعت عبد النعيم "المساجد اليمنية الأثرية والعوامل البيئية المؤثرة في عمارتها".
أما الجلسة الثالثة فتتضمّن ورقة بعنوان "العناصر المعمارية الأندلسية الملهمة في تصميم عمارة المساجد المعاصرة" لـ محمد الجمل، و"تأملات حول مظاهر الأصالة والابتكار في عمارة مساجد المغرب والأندلس" لـ كمال عناني، و"عمارة المساجد في المدن الإسلامية في ضوء وصف الرحالة الأجانب ولوحاتهم الفنية: قرطبة نموذجاً" لـ حسام العبادي، و"تطور العناصر المحددة للطابع المعماري للمساجد المعاصرة" لـ أحمد عبد المنعم.