"علم الآثار والتاريخ في قرطبة": سلسلة ورش

08 سبتمبر 2020
(إحدى قبب مسجد قرطبة، Getty)
+ الخط -

في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أقام "البيت العربي" في مدريد سلسلة نقاشات بعنوان "آثار قرطبة الإسلامية"، والتي تواصلت التاسع عشر من آذار/ مارس المقبل، وتضمّنت عشرين جلسة شارك فيها عدد من الباحثين والأركيولوجيين.

ناقش المشاركون مواضيع عدّة منها "مدينة قرطبة وبلاط الخلفاء"، و"آفاق جديدة في دراسة مدن الأندلس: مساهمات علم الآثار الجزيئي الحيوي"، و"الأساطير والحقائق عن حمامات الأندلس"، و"الزاهرة: المدينة المفقودة"، و"البرتوكول والعلاقات في بلاط الأمراء والخلفاء في الأندلس".

"علم الآثار والتاريخ في قرطبة" عنوان سلسلة جديدة من الورش أطلقها البيت طوال العام الجاري، وكانت الورشة الأولى في شباط/ فبراير الماضي حول التصميم الهندسي في المدينة، ثم ألغيت ثلاث ورش بسبب إجراءات الإغلاق إثر تفشّي فيروس "كورونا- 19".

الفن الإسلامي غني بالألوان والتفاصيل التي كان يهتمّ الصنّاع والحرفيون

تنظّم الجلسات بعدد محدود من المشاركين بسبب تفعيل إجراءات التباعد الاجتماعي، وتركّز على البعدين الاقتصادي والفني في التراث الإسلامي حيث عقدت جلستين؛ الأولى في نهاية حزيران/ يونيو بعنوان "مجوهرات الأندلس"، والثانية في تموز/ يوليو بعنوان "مصابيح ملونة".

وتُفتتح جلسة الشهر الجاري عند الثامنة من مساء بعد غدٍ الخميس بعنوان "العمارة الملونة" وتتواصل لأسبوع وهي موجّهة للدراسين والمشتغلين في حقل تاريخ الفن والتاريخ وعلم الآثار، وتشتمل على جانب نظري يتعلّق بماضي العمارة في المدينة الأندلسية، وجانب عملي يضيء كيفية تشييدها والمهارات والفنون المستخدمة في إنشائها.

يشير بيان المنظّمين إلى أن "الفن الإسلامي غني بالألوان والتفاصيل التي كان يهتمّ الصنّاع والحرفيون، حيث يتمّ تناول مسجد قرطبة كنموذج، حيث لا يزال يحتضن عدد كبير من القواطع والعوارض الخشبية الأصلية المنحوتة بشكل مزخرف والمتعدّدة الألوان".

وتركّز الورشة على العقود (الأقواس) التي بنيت داخل المسجد فوق أعمدة رخامية أسطوانية الشكل، تعلوها تيجان ذات زخارف ورقية نباتية، وكلّ عقد من العقود يتكوّن من سبع قطع من الحجر المهذب الأبيض، وثمانية صفوف من الآجر الأحمر، حيث أضفى هذا التناوب في الألوان على أروقة بيت الصلاة طابعاً جمالياً جذاباً ومتفرّداً لم يكن متبعاً من قبل.

يعود منهاج الورشة إلى دراسة أجراها الباحث الإسباني فيلاسكيز بوسكو في ستينيات القرن الماضي، وتشير إلى تعدّد ألوان الزخارف النبانية المنقوشة على جدران المسجد، والألوان الأصلية المستخدمة في طلاء عوارضه الخشبية، إضافة إلى قبة المحراب التي كسيت بزخارف ملساء وألوان زاهية.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون