وأكّد داغي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك سببين آخرين حالا دون المشاركة: الأول أننا خشينا من رفع الرسوم المسيئة خلال المسيرة. أما الثاني فإننا خفنا من ألا يعطى للاتحاد المكان المناسب الذي يستحقه، ولا يجوز أن نضع الاتحاد في مكان أقل من مستواه".
ولفت إلى أن "الاتحاد أول من أصدر بياناً ندّد فيه بجريمة قتل الصحافيين، فمهما كانت هناك جرائم بحقنا، لا نقابلها بالمثل، ولا نقابل الجريمة بجريمة، فقتل هؤلاء لا يجوز".
في هذا السياق، اعتبر داغي، أن منفذي العملية "أفادوا غيرهم، وتحديداً اليمين المتطرف، فبعدما كانت الجريدة منتهية الصلاحية وخاسرة ومديونة، نجدها اليوم توزع 3 ملايين نسخة، وبحوالى 16 لغة عالمية".
وذكر الأمين العام للاتحاد، أنّه "سبق أن وجهنا رسالة مفتوحة إلى عقلاء الغرب ومفكريه وقادته، مطالبين فيها بعدم رد الفعل على جرائم المتطرفين، بالاعتداء على مقام رسولنا الكريم، ودعونا إلى القضاء على أسباب الإرهاب، مع التركيز على الحل الفكري والثقافي".
وفيما يتعلق بالقضية السورية وحملات الإغاثة التي يدعمها اتحاد "العلماء المسلمين"، قال داغي: "أصدرنا بيانا أكدنا فيه أن الأمة الإسلامية آثمة إذا لم تقم بواجبها، ولا سيما حينما سمعنا وشهدنا ورأينا أن إخواننا في سورية قد استشهدوا وماتوا بسبب البرد والجوع، هؤلاء أرواحهم في ذمتنا جميعاً".
الأمر الثاني توجهنا بالرسائل إلى الحكام، وقلنا لهم إن مسؤوليتكم أمام الله، إضافة إلى كونها سياسية يجب أن تكون أيضاً للإغاثة، فإذا لم نستطع أن نوفر الحل السياسي، فلا أقل من أن نغطي الجانب الإنساني.
وأضاف داغي، أنه "وجهنا الخطاب ذاته إلى الجمعيات الخيرية والأغنياء الذين نعرفهم، ولذلك تحركت تلك الجمعيات، بناء على هذا البيان. ونظمنا أيضاً ندوة تلفزيونية في قطر، وجمعنا مبلغاً لا بأس به، لكن حقيقة حجم المأساة أكبر من أن تغطيه تلك الفعالية".
وفي هذا الإطار، أعرب الأمين العام للاتحاد عن أسفه، والشعور بالتقصير أمام المأساة التي سميناها "مأساة العصر".
وبيّن أن الاتحاد وضع "خطة للنهوض بالأمة، على الصعيد الإنساني، العلمي، الحضاري، وننسق مع إخواننا، خاصة في الجوانب الخيرية، ونحاول أن نقدم الدعم بكل أنواعه، وقد تواجدنا الآن، للوقوف مع القوافل، ومع الجمعيات التي تتعاون معنا داخل قطر والكويت وتركيا، ونعمل على توحيدها، ونجمع الجمعيات لنتجاوز الإغاثة العاجلة".