هزّات كثيرة عرفتها المنطقة العربية خلال عقود قليلة، وانعكست جميعها على ما يحدث في الساحة الدولية؛ من "اتفاقية السلام" بين "إسرائيل" ونظام السادات، إلى "حرب الخليج"، وصولاً إلى "الربيع العربي" وتداعياته.
كتاب "عشر سنوات هزّت العالم" يرصد متغيّرات العلاقات الدولية من زاوية حدث عربي، هو احتلال العراق في 2003، حيث أن هذا الحدث بدا مقدّمة لما حصل في السنوات اللاحقة من تحوّلات جيوسياسية.
صدر العمل مؤخّراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" لمجموعة مؤلّفين شاركوا في المؤتمر الذي عقده المركز في العاشر والحادي عشر من نيسان/ أبريل 2013، وقد قدّم عزمي بشارة للكتاب.
يضمّ الكتاب أربعةً وعشرين بحثًاً موزّعة على أربعة أقسام؛ "العراق من الداخل" و"تداعيات الغزو على الوطن العربي" و"التداعيات الإقليمية والدولية للغزو"، أما القسم الرابع فقد خُصّص لستّ شهادات، منها شهادة ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق حين الغزو، وشهادة هانز كريستوف غراف فون سبونيك، مساعد الأمين العامّ للأمم المتحدة المشرف على البرنامج الإنساني قبل الغزو.
تجمع النصوص التي نقرؤها في الكتاب بين شهادات شخصيات ساهمت، على نحو أو آخر، في صناعة الأحداث والقرارات من مواقع مختلفة، ودراسات أكاديمية تبحث في الخلفيات والتداعيات التي تمخّض عنها الغزو، وتحفر بعضها في السياسات والخطط التي جرى تنفيذها في العراق، مثل تفكيك الجيش العراقي، ونشر النزعات الطائفية، وفسح المجال لتدخّل الجيران، خصوصاً غير العرب، تركيا وإيران.
السؤال الذي يحاول الكتاب الإجابة عنه هو "ماذا حصل في العراق منذ ذلك المنعرج التاريخي؟". إنها جملة من التغيّرات السياسية والاجتماعية والبشرية العميقة التي أحدثها الاحتلال وما فرضه من حياة سياسية جديدة في البلاد. لكن الكتاب لا يقف عند هذا الحد، إذ يرصد أثر ذلك على المحيط العربي، وحين يفتح على سورية، فهو يربط بين التاريخين المفصليين: 2003 و2011.
اقرأ أيضاً: بيار كونيسا في كيفية صنع العدو