دفعت اكتشافات حديثة، عن إمكانية وجود مضادات حيوية جديدة في التربة، علماء أميركيين إلى دعوة سكان العالم، إلى المشاركة في حملة للتنقيب عن مركبات التربة في الأرض، لتحويلها إلى عقاقير دوائية جديدة.
وأطلق فريق بجامعة "روكفيلر" الأميركية، موقعاً إلكترونياً يحمل اسم "عقاقير من الوحل" (drugsfromdirt.org)، لتلقي إسهامات سكان الأرض، في الحصول على عينات من شواطئ وغابات وصحراوات في شتى أرجاء قارات العالم، لتحليلها وتحويلها إلى مضادات حيوية جديدة.
وأعرب البروفسور، شين برادي، وزملاؤه بالجامعة، عن رغبتهم فى الحصول على مئات الآلاف من العينات، من بعض الأماكن الفريدة التي قد تحتوي تربتها على بعض المكونات المهمة لصنع الأدوية، مثل الكهوف والجزر وينابيع المياه الساخنة، بحسب ما نشرته دورية "نيتشر" العلمية، اليوم الأربعاء.
وطلب الباحثون من المتطوعين، الحصول على بضعة ملاعق صغيرة من التربة، وإرسالها إلى مختبر "برادي" بالجامعة لتحليلها.
وأوضح العلماء على موقعهم الإلكتروني، أنهم أجروا اختبارات وتوصلوا إلى نتائج واعدة من بين 185 عينة من التربة تم الحصول عليها حتى الآن، لكنهم بحاجة إلى مساعدة من أجل الحصول على عينات أخرى في كل بلدان العالم.
وأشار الباحثون إلى أن أماكن الكهوف، والجزر، وينابيع المياه الساخنة، قد تحتوي على مركب تنتجه بكتيريا من تربة الأرض تعتبر بوجه عام من المركبات الجديدة في العلوم. وأضافوا أن البكتيريا غير المخلقة الموجودة فى التربة، تحتوي على مجموعة رائعة من الجزيئات الجديدة، التي قد يصبح العديد منها عقاقير دوائية جديدة.
وتوصل برادي وزملاؤه إلى مركبات قد تمثل مشتقات أفضل لعقاقير موجودة بالفعل، فعن طريق عينة مستخرجة من ينبوع ماء ساخن في "نيومكسيكو"، توصل العلماء إلى مركبات شبيهة بتلك المركبات التي تنتج "إيبوكسمايسين"، وهو جزيء طبيعي يستخدم كنقطة بداية لعدد من عقاقير مرض السرطان.
كما توصل العلماء من خلال عينات من البرازيل إلى جينات وراثية قد تتيح إصدارات جديدة لعقار آخر مهم لعلاج مرض السرطان يعرف باسم "بليومايسين". ويستخرج العديد من العقاقير التي نستخدمها اليوم من التربة، مثل المضادات الحيوية كالبنسلين، وفانسومايسين.