يشكّل "مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب" التي انطلقت فعاليات دورته الرابعة السبت الماضي في مدينة رام الله الفلسطينية وتتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، مساحة للتفاعل من خلال تركيزه على برنامج تدريب الدراما الذي استمر خمس سنوات بمشاركة 11 طالباً وطالبة.
تحت شعار "تجلي"، تقام التظاهرة التي تستمر تسعة أيام وتعدّ "بمثابة مخيم صيفي مسرحي يقيم ويتدرب فيه أربعون ممثلاً ومخرجاً ومدرباً خلال أيام المهرجان الذي يختتم بعرض مسرحي يضم جميع المشاركين فيه"، بحسب بيان المنظّمين.
وأشار البيان إلى أن "المعنى الحقيقي لموضوعنا: تجلي، لا يدل على الشكل المادي للتجلي، بل على التجلي في الموهبة والمهارة والترفع والتغلب على العقبات.. فالتجلي المسرحي هنا يعني أن ننمو بالمنهجية ونحسن من قدراتنا في الحركة والتنفس".
افتتح المهرجان عروضه على خشبة "مسرح بلدية رام الله" بعرض لمسرحية "بيرجينت" المأخوذة عن نص للكاتب النرويجي هنريك إبسن، ومن إخراج إميل سابا، وتمثيل أمير زبانة وملكار معلم ونزار أبو شرارة وعسلين عطا الله وصليبا بصير وزين ميمي ويزن جعبة وسلمى موسى وسما شبلي وآخرين.
العمل الذي أنتجه العديد من المسارح حول العالم تتداخل فيه أزمنة متعدّدة، فالبطل يتزوج من ابنة ملك الأقزام البشعة ثم ينتقل إلى بيت والدته التي تحتضر على فراش الموت، ويذهب بعدها لتتبع "العبيد" في رحلة إخراجهم من القارة السمراء إلى أمريكا، وكذلك يتجوّل في الصين ومصر قبل عودته إلى كوخ في الغابة، وهو يعيش صراعات داخلية عميقة تتمثّل في رفضه الواقع الذي يعيشه دون يعثر على جدوى من تغييره الأمكنة التي يسكنها.
تُعرض مساء اليوم مسرحية "عريس في حقيبة" لـ إيهاب زاهدة، التي تدور أحداثها المسرحية في أحد البيوت، وتقارب جملة مواقف نعايشها ونراها في مجتمعنا بشكل يومي تمسّ المرأة بشكل خاص، كحقها في التعليم والميراث والعمل.
يتضمّن البرنامج أيضاً عرض مسرحية "حركة بمحلها" من تأليف غسّان نداف وإخراج محمد عيد، و"هناك على الشاطئ الآخر" لـ فتحي عبد الرحمن، و"غرفة الانتظار" للمخرجيتْن الأميركيتيْن آشلي ماريناسيو وجانيت بنتلي.
يُذكر أن المهرجان يقام مرة كلّ عامين، وتتوّزع عروضه على مدن رام الله وبيت لحم والخليل إلى جانب مخيم الأمعري قرب مدينة البيرة.