"عشاق الكتب": أسئلة حول "تاريخ التكفير في تونس"

17 نوفمبر 2018
من معرض "يوتوبيات بصرية" في سوسة، 2018
+ الخط -

إلى زمن غير بعيد، لم تكن نوادي ومجموعات القراءة ممارسةً ثقافية دارجةً في تونس، لكن ومع تعدّد المبادرات في هذا الاتجاه، يمكن الحديث عن شكل جديد من أشكال الفعل الثقافي وإن بقي في كثير من الأحيان بعيداً عن الاعتراف الإعلامي أو المؤسّساتي.

"عشّاق الكتب بسوسة" هو اسم إحدى أنشط مجموعات القراءة في تونس. يوم غدٍ، ينظّم أعضاؤها نشاطهم الرابع والأربعين؛ حيث يستضيفون الكاتب التونسي شكري المبخوت للحديث عن آخر إصداراته "تاريخ التكفير في تونس" (مسكلياني، مارس 2018) في الفضاء الثقافي "بارادوكس" في سوسة.

على عكس كثير من المجموعات المشابهة، والتي يتّسم نشاطها بالتذبذب أو الانقطاع بعد عدد قليل من الفعاليات، حقّقت "عشاق الكتب" استمرارية لافتة. يرى حلمي الشيخاوي، وهو أحد أعضائها، أن ذلك يعود إلى العلاقة الخاصة التي تربط المنتسبين إلى المشروع بالكتب. يقول في حديث إلى "العربي الجديد": "لا ننظر إلى الكتب كموضوع ترف أو شيء نفعله في أوقات الفراغ، الكتب هي محور حياتنا. عالمنا، أصدقاؤنا، حديثنا، اهتماماتنا، أموالنا القليلة تنصبّ في الكتب".

من هنا يعلّق على عدم قدرة مجموعات أخرى على الانتظام، بالقول: "ما يجعل تلك التجارب تموت أو يخفت صوتها هو عدم النضج أو الافتقار لذلك الجنون الذي قد يخوّل لها التماهي مع التجربة، وأحياناً هناك تصوّرات بسيطة، إن لم أقل ساذجة حول الأدب والكتب".

وحول معايير اختيار الأعمال الأدبية والفكرية التي ينظّمون حولها أنشطتهم، يضيف الشيخاوي: "يقول جورج باطاي إن "الأدب ليس ببريء"، ومجموعتنا أيضاً ليست ببريئة في اختياراتها التي تقوم بها". انتقاء العناوين يوضّحه الشيخاوي بمثال اختيار كتاب "تاريخ التكفير في تونس" هذا الأسبوع، حيث يقول: "يقدّم هذا العمل قراءة توثيقية عن جزء من تاريخ تونس، كان التكفير فيه "السلاح الرخيص" الذي وُجّه ضد ثلاث شخصيات وطنية: عبد العزيز الثعالبي والطاهر الحدّاد والحبيب بورقيبة. من وراء هذا الاختيار نمرّر رسالة تتعلق برغبتنا في أن نواجه صورتنا في مرآة التاريخ وأن نخوض بالمناسبة في أسئلة حارقة تشغلنا اليوم".

باعتبار أن مجموعات القراءة لا تزال عنصراً جديداً طارئاً على تقاليد الثقافة في تونس، سألنا الشيخاوي عن تعامل المثقّفين مع دعواتهم. يجيب قائلاً: "الكتّاب في حاجة إلينا بقدر ما نحن في حاجة اليهم، ففعل الكتابة يتضمن رغبة ضمنية في التواصل مع قارئ، وهذا الأخير يبحث عن كشف وجه من وجوه الكاتب المستترة، واللقاءات التي ننظّمها فضاءات لمثل هذا الكشف، وتحويل القرّاء المفترضين إلى أناس بأسئلة ونقاشات".

يتابع: "من خلال التجارب التي مرّت معنا، أعتقد أن تعامل الكتّاب مع هذه المبادرات إيجابي. أذكر مثلاً أن شكري المبخوت قال ضمن الرد على دعوته: من هم في سنّي يئست منهم والأمل فيكم".

دلالات
المساهمون