جسدت مجموعة فنانين في غزة، مشهداً درامياً صامتاً يحاكي الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبشكل خاص الفئات التي تكفلت اتفاقيات جنيف المختلفة بحمايتها، كالأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والصحافيين.
ويحاكي المشهد الدرامي الذي أشرف على تنفيذه "المجلس الفلسطيني الدولي للشباب" و"الحملة الدولية للعودة إلى فلسطين"، اليوم الاثنين، أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والصحافيين، وعمليات التصفية الميدانية تحت ذريعة تنفيذ عمليات طعن بحق جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وتدور فكرة العمل الفني الذي شاركت به مجموعة من الفنانين الشباب على اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على أحد الأطفال خلال توجهه برفقة والدته إلى مدرسته وكيفية تصفيته ووضع سكين في مكان الحادث لتبرير تصفيته أمام المجتمع الدولي.
وشهد العرض محاكاة حقيقية لواقع الاعتداءات التي يرتكبها جنود الاحتلال على الحواجز الإسرائيلية الممتدة في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة وعمليات التفتيش ومنع الطواقم الطبية من ممارسة عملها ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
كما تطرق المشهد إلى اعتداءات الجيش الإسرائيلي على الطواقم الصحافية العاملة خلال انتفاضة القدس المشتعلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، ومنعهم من نقل الأحداث ومصادرة وإتلاف معداتهم بشكل يتعارض مع قوانين جنيف.
وانتقل المشهد في خاتمته إلى اعتداء جنود الاحتلال على ذوي الاحتياجات الخاصة، من دون أي مراعاة للقوانين والأعراف الدولية التي تكفلت بمعاملتهم بشكل خاص في فترة الحروب والنزاعات، وعدم تعنيفهم أو تحويلهم إلى دروع بشرية.
من جهتها قالت الناطقة باسم المجلس الفلسطيني الدولي للشباب آلاء أبو سلطان، إن الهدف من وراء هذا العمل الدرامي، إيصال رسالة إلى مختلف المؤسسات الحقوقية والدولية، بشأن الانتهاكات التي يقوم بها جنود الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وذكرت أبو سلطان لـ "العربي الجديد"، أن العمل هدف إلى عرض صورة الاحتلال الإسرائيلي بوجهه الحقيقي، ومخالفته المستمرة للقوانين والأعراف الدولية واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، التي تكفلت بحماية فئات بعينها، كالنساء والأطفال وغيرهم.
وأشارت إلى أن العمل ارتكز في جله على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، خلال أحداث انتفاضة القدس، المستمرة منذ نحو خمسة أشهر، على الأطفال والأسرى والنساء والطواقم الطبية والصحافية، ومنعهم من مزاولة أعمالهم.
وبينت أنهم قاموا بطباعة القوانين الدولية على شواهد مشابهة لشواهد قبور الموتى، للدلالة على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، لكافة الأعراف والاتفاقيات الدولية التي تكفلت بحماية فئات محددة، خلال فترة النزاعات والحروب.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة المجلس الفلسطيني الدولي للشباب حسام فرحات لـ "العربي الجديد"، أن مؤسسته اختارت تنفيذ عمل درامي كوسيلة أقوى لإيصال رسالة مغايرة، عن واقع الانتهاكات الإسرائيلية، بحق القوانين الدولية.
وبيّن فرحات على أن الأعمال الفنية، تعتبر أفضل الوسائل لإيصال الرسائل ذات الطابع الإنساني، المرتبطة بالاحتلال، والتي تحظى باهتمام أكبر من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الدولية.
اقرأ أيضاً: بيرديكاريس..فيلا تاريخية لصناعة أفلام الرعب