يقع "معبد المياه" على جبل زغوان الذي يبعد ستين كيلومتراً عن العاصمة التونسية، وقد شيّده الرومان في القرن الثاني للميلاد لتقديس مياه عين زغوان التي تنبع من الجبل، وتُعد من أكبر الينابيع في تونس.
يُعتبر المعبد أحد أبرز وأكبر المعابد التي لها علاقة بالمياه، وهو من أكثر المعالم التّي حَافظت على صبغتها الأولى منذ نشأتها، حيث ظلّ محافظاً إلى اليوم على طرازه الروماني.
استُخدمت في إنشاء المبنى حجارة الجبل الذي أُقيم عليه، إضافة إلى الرخام المصري واليوناني والإيطالي للزخرفة.
ونُحتت على جانبيه عروستا ماء وبحر، وهو يضم اثنا عشر محراباً، في كل واحد منها تمثال يجسد واحدة من عرائس الماء، كما بنيت فيه قباب وأقواس وأدراج وحوض تتجمّع فيه المياه.
ومنذ أربعة أعوام، تنظّم "جمعية أحباء المكتبة والكتاب" في زغوان، بالتعاون مع جهات رسمية مختلفة، تظاهرة "عرائس الماء تكسر الصمت"، بهدف بث الحياة في المعبد الذي أقيم أصلاً احتفاء بالحياة وجمالياتها.
تحاول "عرائس الماء" بناء جسر بين الحاضر والتراث الثقافي والتاريخي للمدينة، من خلال توظيف صحن المعبد كموقع تُقام فيه الندوات والمحاضرات والأمسيات الموسيقية وغيرها من الفعاليات الثقافية المختلفة في ثيماتها وطبيعتها كل عام.
تنطلق الدورة الرابعة من التظاهرة عند الخامسة من مساء اليوم، وتتواصل لثلاثة أيام ضمن البرنامج الثقافي "تونس مدن الفنون"، وبالتعاون مع مندوبية زغوان ووزارة الثقافة.
الافتتاح سيكون بندوة "الماء ذاكرة المتوسّط" التي تتناول التاريخ المشترك وعلاقة ضفّتي المتوسط ببعضهما من خلال وسائل النقل البحرية. تُقام الندوة بمشاركة "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية" ويحاضر فيها حاتم بوريال إلى جانب ضيوف من بلدان متوسّطية مختلفة.
وتقدّم الحكواتية نجوى فتايتي، اليوم أيضاً، عرضاً عن الحكاية والماء بعنوان "فداوي"، أمّا اليوم الثاني من برنامج الفعاليات فيشهد تنظيم أمسية موسيقية في فضاء المعبد، تُفتتح بلوحة راقصة بعنوان "عروس المعبد" تقدّمها جواهر بالسودة، كما يشارك في الأمسية الموسيقي أيمن لسيق.
يُعلن خلال التظاهرة، أيضاً، عن الفائز في مسابقة أفضل قصة قصيرة مستوحاة من أسطورة عرائس الماء في زغوان، كما يُقام معرض في "مسلك الفنون التشكيلية" يضم لوحات تشكيلية وجداريات وصوراً فوتوغرافية، ومعرض آخر بعنوان "أضواء على التراث الأندلسي".