شارك العشرات من أبناء الجيل الثالث للنكبة من فلسطينيي الداخل في المهرجان الختامي لمشروع "عدنا"، بأمسية ثقافية فنية بعنوان "نرى عودتنا" في نادي السوق القديم في مدينة الناصرة. يهدف المشروع إلى تصوّر العودة إلى القرى الفلسطينية المهجرة في أراضي 48، من خلال ورشات عمل مع مجموعات شبابية من مهجري الداخل، ومحاضرات وفصول تعليمية عن النكبة الفلسطينية واللجوء والحياة في فلسطين قبل التهجير.
وجرى عرض مشاريع تصور العودة للقرى المهجرة خلال الأمسية من قبل تسع مجموعات شبابية من قرى مهجرة منها اللجون، ميعار، الغابسية، صفورية، إقرث، مجدل- عسقلان، معلول، المجيدل والبروة.
ومشروع "عدنا" هو مشروع مشترك لكل من "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان"، "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، "جمعية الشباب العرب – بلدنا" وجمعية " ذاكرات زوخروت".
اقرأ أيضاً: مخيم شباب "كفر برعم" للاحتلال: على صدوركم باقون
محمد زيدان مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان قال :" نحن في المرحلة الثانية من مشروع "عدنا 2"، المرحلة الأولى كانت العمل مع الشباب على موضوع التوعية بحق العودة وإقامة جولات في القرى المهجرة. المرحلة الثانية هي تدريب مجموعة مرشدين مهجرين من طلاب جامعيين، ونظموا تسع مجموعات شبابية عملت مع كل القرى على مفهوم حق العودة لمدة سنة".
وتابع: " الأمسية اليوم تتويج لمشاريع تسع مجموعات. أما المرحلة الثالثة فستشمل فلسطينيين من الداخل وفلسطينيين من مخيمات الضفة ولاجئين من الشتات، وبالطبع سيكون لنا لقاء خارج البلاد. ونعمل به على مرحلة جديدة من ترسيخ الهوية المشتركة للجميع".
اقرأ أيضاً: الجالية الفلسطينية في لاهاي تحيي ذكرى يوم الأرض
من جهتها، قالت مجد شحادة مرشدة قرية ميعار المهجرة:" غالبية مهجري القرية وأنا منهم يسكنون في قرية كابول وطمرة وشعب. وبما أن قرية ميعار سقطت بشهر رمضان وتم قصفها واحتلالها في ساعة الأذان بعام النكبة، نظمنا إفطاراً رمضانياً في شهر رمضان الماضي بحضور جميع مهجري القرية من جيل من عاصر النكبة حتى الأحفاد. واستطعنا أن نحيي هذا المكان المهجر وإعادة الحياة له".
أما مجموعة قرية اللجون فقد عرض مشروعها عمر محاميد وقال: "قمنا بإنتاج فيلم وثائقي عن القرية مدته 20 دقيقة. مهجرو اللجون يزورون القرية منذ عشرين سنة بشكل دائم، ونحن نقيم مسيرات ومسابقات خيل ومهرجانات. سجلنا ووثقنا شهادات لكبار السن من القرية من أجل الأجيال القادمة". وقدم الشاب الشاعر محمد موعد قصيدة عن قرية صفوري، وشملت الأمسية عرضاً موسيقياً للفنانة لينا منصور، برفقة العازفة رقية عابد وافتتحتها بنشيد موطني. إضافة إلى عرض دبكة شعبية لفرقة "كحايل".
اقرأ أيضاً: الخطّة جاهزة لتحرير بلادنا
في المقابل، قال أمير طعمة عن مشروع "المركز الثقافي الإقرثاوي" عن مجموعة قرية إقرث: "نحن مجموعة شباب عدنا إلى القرية منذ ثلاث سنوات وشهرين، ونقيم وننام بالكنيسة وهي آخر مبنى تبقى من القرية. أقمنا مشروع شبيبة إقرث وهدفه التعريف بتاريخ البلدة عبر جولات للشباب مع كبار السن. كما عرضنا أفلاماً هادفة أيضا مثل "الزمن الباقي" للمخرج إيلي سليمان، وأيضاً فيلم لمخرج ياباني عن قرية إقرث".
أما مجموعة قرية البروة فتحدثت عنها تمارا دبس: "أنا من قرية الجديدة، وقد نظمنا محاضرات وجولة في القرية. مشروعنا هو بناء مجسم للقرية، يحافظ على تاريخها وتراثها، مع التشديد على إضافة مراكز ثقافية للقرية التي نريدها. أما مجموعة قرية الغابسية فقد قاموا بإنتاج فيلم ثلاثي الأبعاد عن قريتهم".
وعن قرية مجدل والتي قامت على أنقاضها مدينة عسقلان قالت فداء شحادة: "يعيش غالبية مهجري قرية المجدل في مدينة اللد وفي مدينة غزة، مشروعنا كان التعرف على المجدل من خلال جولة تحكي عن تاريخها وعن النكبة والتعرف على الجامع والمتحف اللذين لا يزالان قائمين حتى يومنا في شارع "هرتسل". ولدينا خطط مستقبلية لبناء خارطة هيكلية".
اقرأ أيضاً: تقرير: أزمة اللجوء الفلسطيني "مهزلة أخلاقية"