على خشبة "مسرح الدراما" في الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة، تُعرض مساء غدٍ الأحد المسرحية الفلسطينية "طه" من تأليف وتمثيل المسرحي الفلسطيني عامر حليحل.
المسرحية التي تعرض منذ عام 2014 في فلسطين، قُدّمت في عمّان السنة الفائتة، وها هي تُعرض لأول مرة على خشبة في قطر، لتروي شيئاً من سيرة الشاعر الفلسطيني طه محمد علي (1931-2011) الذي يعتبر أحد أبرز أسماء قصيدة النثر الفلسطينية.
العرض هو مونودراما يؤديها حليحل على طريقة الحكواتي، تستكشف حياة الشاعر وتمر بمراحل مختلفة، تبدأ من ولادته في قرية صَفّورية المحتلة عام 1948؛ حيث تكون البداية على لسان طه الذي يتقمّصه الممثل فيقول "أجيت عالدنيا غصبن عنها، مش بخاطرها، ما كان بدها ياني"، ومن هذه البداية التراجيدية تبدأ حكاية فلسطين والنكبة وحكاية مليون ونصف مليون فلسطينيّ ظلّوا بعد النكبة في فلسطين المحتلة عام 1948.
لإعداد هذا العمل بشكله الحالي، تطلّب الأمر سنتين من البحث والتدريب والكتابة، كذلك العودة إلى ما كتب من سيرة الشاعر، كما عاد حليحل أيضاً إلى أسرة طه وأصدقائه ليستكمل التفاصيل الناقصة وكذلك ليتقن الطريقة التي كان يتكلم بها الشاعر صاحب "القصيدة الرابعة وعشر قصائد أخرى"، و"ضحك على ذقون القتلة"، و"حريق في مقبرة الدير"، و"إله، خليفة، وصبي فراشات ملوَّنة"، و"ليس إلا"، إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان "سيمفونية الولد الحافي".
ويذكر أن العرض من تنظيم مجموعة "الروزنا" وهي كما تعرف بنفسها "مجموعة شبابية فلسطينية تقيم في قطر، تسعى إلى التعريف بالثقافة الفلسطينية وتقديم فلسطين الحياة من خلال فعاليات وأنشطة ثقافية منوّعة ومختلفة".
___________________________
ليسَ إلّا
* طه محمد علي
التغيّرات التي تعرّضتُ لها
في جسدي
بعد أن وضعتُ قدميّ
في الستينات
من عُمري
كانت معدودة وعاديّة:
بضعُ تغيّراتٍ،
ليسَ إلّا:
ضَغظٌ يُضاغِطُ سُكَري
التهابٌ مُقيمٌ في المفاصل
اضطرابٌ مُزمن
في عُصاراتِ كوكبةٍ
من الغُدد الأساسيّة
فُضّ فمي
ثَقُلَ سمعي
خَللٌ جَذريٌ
في رؤيتي عَبْر نظاراتٍ سميكة
الاعتمادُ الكُلّي على العُكّاز
حتّى، عندما أسعلُ!
أرقٌ مجوسيٌّ لا يخمد
في ليلٍ أسود أسود
أطولُ من شَعْرِ ستينَ غُولةٍ.
بضعُ تغيّراتٍ كما ترى
إلى جانبِ وهنٍ دائمٍ
في عضلةِ الفرح
من قلبي!
أيضاً، ملاحظة
حالات عامة
مُلفتة:
من فئةِ اللجوء
إلى استعمال التعبير:
"فُضَّ فمي"
بدل القول:
"تساقطت أسناني"!
* من مجموعة "ليس إلّا" الصادرة في الناصرة عام 2006