"طنجة للفيلم القصير": بطولة النار ومواسم الهجرة

24 سبتمبر 2014
من "حِرَف من نار" لـ إبراهيم الإدريسي الحسني
+ الخط -

لم تذهب جائزتا "مهرجان طنجة الدولي للفيلم القصير" الرئيسيتين، بعيداً عن المدينة المغربية. المهرجان الذي أنهى فعاليات دورته السابعة قبل أيام، انتزع جائزة أفضل فيلم وثائقي فيه المخرج المغربي إبراهيم الإدريسي الحسني عن شريطه "حِرَف من نار"، الذي يصور معاناة الحرفيين التقليديين، فيما ذهبت جائزة أفضل شريط روائي للمخرجة التونسية ليلى بوزيد عن فيلم "زكريا"، الذي يعرض لمشاكل الهجرة لدى الجيل الثالث، عبر ملاحقته مشاكل أسرة مكونة أب جزائري وأم فرنسية.

وحصد الشريط الصيني "الثنائي هوا" جائزة لجنة، في حين ذهبت جائزة المونتاج إلى إيف لانسو من فرنسا، وجائزة التصوير إلى مانويل بينيتو من إسبانيا. أما الجائزة المخصّصة لأحسن موضوع، فقد تقاسمها بوشعيب المسعودي من المغرب مع ميشيل كريستوفلي من إسبانيا.

وكانت دورة المهرجان الحالية كرّمت المخرجة فريدة بليزيد، إحدى رائدات الفن السابع في المغرب، وكذلك السينما الفلسطينية، نظراً إلى دورها في كشف الحقيقية والانحياز للمظلومين. وهذا هو التكريم الثاني، خلال أيام، للسينما الفلسطينية، التي تلقت تحية من "المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي" في مدينة أصيلة الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي.

وأكد أحمد الحريشي، الناطق الرسمي باسم المهرجان وأحد مؤسسيه، لـ"لعربي الجديد"، أن الدورة الجديدة شكّلت قفزة نوعية على مستوى الأفلام المشاركة، التي تجاوز عددها هذا العام الـ60 فيلماً، من 33 دولة، كالعراق، وإيران، ومصر، وتركيا، والبرازيل، وبريطانيا، والهند، وفنزويلا. وتميّزت هذه الدورة، حسب الحريشي، بالتركيز على القضية الفلسطينية من الزاوية الإنسانية العامة، بعيداً عن التضييقات الأيديولوجية أو الدينية.

وفي حديث عن مشاكل المهرجان، يلخّصها الحريشي في نقطتين: الإكراه المادي، وضرورة تبني هذه التظاهرة من طرف جهات مسؤولة من أجل استمرارها. وأشار إلى أن "طاقم المهرجان بأكمله يتكوّن من مجموعة من الشباب الذين يؤمنون بالسينما، وبدور الصورة في التأثير على عالمنا اليوم، وهم يقومون كل سنة بما يمكن أن نسميه تنظيماً ذا طابع نضالي".

المشاكل ذاتها ركّز عليها المدير العام للمهرجان، محمد الزربوح، إذ أكّد لـ"العربي الجديد" أن الدورة السابعة تركت أثراً وصدى أكبر بكثير من القدرات المادية المتاحة لطاقم المهرجان، متمنياً أن تنتبه المؤسسات الكبيرة في البلاد إلى تظاهرات الفن السابع التي صارت سمة جديدة تميّز مدينة طنجة.

وحول رأيه في ذهاب جائزتي المهرجان الرئيسيتين إلى بلدين عربيين، في غمرة المشاركات الأوروبية؛ يقول الزربوح: "ليس من حقي التقييم في هذا الأمر، فلجنة التحكيم هي المعنية هنا. لكنني أستطيع أن أقول إنه حدث مفرح بالفعل، أنْ ترى بلدين عربيين على قائمة التتويج، وهذا راجع إلى التميّز الذي صار يطبع الفيلم القصير في بلداننا اليوم".

دلالات
المساهمون