"طفح كيل" جو بايدن: استراتيجية جديدة للتعامل مع ترامب

06 أكتوبر 2019
بايدن يتخذ نغمة أكثر عدوانية في مواجهة ترامب (Getty)
+ الخط -
مع استمرار تكشف معلومات جديدة في إطار التحقيق الذي بدأه الديمقراطيون من أجل عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه، تتسلّط الأضواء أكثر فأكثر على نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أبرز المرشحين لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2020، والذي كان محور مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يوليو/تموز الماضي، والتي سرّب معلومات عنها عنصر في الاستخبارات الأميركية.

وذكرت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية، اليوم الأحد، أنّ حملة بايدن الانتخابية أصدرت مذكرة إلى الصحافيين، حدّدت فيها استراتيجية جديدة للتعامل مع هجمات ترامب على نائب الرئيس السابق، ونجله هانتر.

وتقول المذكرة إنّ الحملة تخطط للتركيز على القضايا التي تؤثر في حياة الناس، وفي الوقت عينه انتقاد ترامب بلا هوادة لاستغلاله غير المسبوق للسلطة، وتصحيح سجل "جبل" الأكاذيب التي يستمرّ، مع حلفائه، بنشرها حول جو بايدن.

وسلّطت المذكرة الضوء على حملة إعلانية جديدة بقيمة 6 ملايين دولار، عبر منصات البث والمنصات الرقمية في 4 ولايات منافسة. ويحمل الإعلان عنوان "معتوه"، ويركز على استجابة بايدن لتعليقات ترامب.


وتحدثت "واشنطن بوست" من جهتها، عن أنّ بايدن سعى السبت، لاتخاذ نغمة أكثر عدوانية في مواجهة ترامب، وهو ما رأت فيه تحوّلاً في الاستراتيجية، في ظلّ إشارات قلق بين متبرعي الحملة وأنصارها، بأنّ رسالته تضيع في هجوم عنيف من البيت الأبيض.

ورأت في المقالة الافتتاحية التي نُشرت لبايدن في الصحيفة ليلة السبت، محاولة لإعادة التركيز على خطأ ترامب في الطلب من القادة الأوكرانيين التحقيق في قضية تتعلّق بعائلة بايدن.

ولفتت الصحيفة إلى قلق متنامٍ بين مؤيدي بايدن، من أنه غير مستعدّ للتعامل مع التحديات المزدوجة المتمثلة بقيادة حملة انتخابية ضدّ ترامب، ومواجهة منافسة ديمقراطية حادّة في الوقت عينه. ويأتي هذا في وقت تمكّنت فيه السيناتور اليزابيث وارن من التفوق عليه في العديد من استطلاعات الرأي، فضلاً عن إعلان بايدن الأسبوع الماضي، عن تمكّنه من جمع 15.2 مليون دولار فقط في الربع الأخير، وهو أقلّ بحوالي 10 ملايين دولار من وارن والسيناتور بيرني ساندرز. هذا وعبّر أنصار بايدن عن استيائهم من أنّ الديمقراطيين كانوا بطيئين في التحرك للدفاع عن بايدن.

وعانى بايدن وحملته على مدار الأسبوعين الماضيين، وسط سلسلة من التطورات التي قادت إلى إطلاق مجلس النواب تحقيقاً لمساءلة الرئيس، والذي يُعتبر فيه بايدن لاعباً أساسياً.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس السبت، أنّ بايدن ومستشاريه ناقشوا ما إذا كان عليهم شنّ هجوم عنيف مضادّ، أو التمسك بمجموعة من النقاشات السياسية التي كان يخطّط لطرحها، متحدّثة عن "أخبار سيئة تلوح في الأفق"، حيث إنّ أرقام الاستطلاعات الخاصة ببايدن نمت بشكل متزعزع، وجمع التبرعات له غير متكافئ.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ بايدن كان مرتبكاً، فهو أراد الدفاع عن ابنه وحمايته، لكنّه كان يعتقد في الوقت عينه أنّ ترامب كان يجرّه نحو معركة قذرة. ولفتت إلى أنّ حدّة التوتر ازدادت، إلى درجة أنّ بعض مستشاري بايدن انتقدوا حزبهم، واتخذوا خطوة غير معتادة تمثلت بحثّ ممثلي الحملة على انتقاد اللجنة الوطنية الديمقراطية – وهي هيئة محايدة في الانتخابات التمهيدية – لعدم بذلها المزيد من الجهود للدفاع عن بايدن، في وقت كانت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تعرض إعلانات تلفزيونية تهاجم بايدن. وأضافت أنّ المسؤولين في اللجنة أبلغوا حملة بايدن، محبطين، بأنّهم سيواصلون التنديد بترامب، لكنهم لن يعرضوا إعلانات لبايدن أو أي مرشح آخر.
ونشرت الصحيفة الأميركية ورقة أفكار للنقاش، أرسلتها حملة بايدن إلى حلفائه، على أمل أن يضغطوا على اللجنة الوطنية الديمقراطية للدفاع عنه ضد هجمات ترامب. وتضمّنت الورقة ثلاث أولويات، هي: الاستمرار بالتركيز على ترامب وانتهاكاته الجسيمة للسلطة؛ اعتبار أنّ أي ادعاءات ضدّ عائلة بايدن لا أساس لها من الصحة، وهذا ليس إدعاء بايدن أو حملته، بل حقيقة لا يمكن دحضها؛ أنّ ترامب يحاول سرقة الانتخابات، ويحاول اختيار المرشح الديمقراطي ولن يسمح له الناخبون بالأمر، ولا يجب أن تنخدع وسائل الإعلام بالأمر مجدداً، ولا أن تسمح له اللجنة الوطنية الديمقراطية بإملاء السباق أيضاً.


بايدن: ترامب لن يدمّرني

ومساء السبت، كتب بايدن في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً، بعنوان "ترامب لن يدمّرني، ولن يدمّر عائلتي"، استهلّه بعبارة "لقد طفح الكيل"، مشيراً إلى أنّه يتم الكشف، كلّ بضع ساعات، عن المزيد من الأدلة التي تكشف أنّ ترامب يسيء استخدام سلطة الرئاسة، وأنّه غير مؤهل تماماً ليكون رئيساً. واعتبر دعوة ترامب العلنية للصين للتدخل في الانتخابات عملاً شائناً، لافتاً إلى أنه من الواضح أنّه يعتبر الرئاسة تصريح مرور للقيام بما يريده، من دون وجود مساءلة. ورأى أنّ الرئيس الأميركي لا يرى إلا القوة، وكيف بإمكانها إفادة شخص واحد يدعى "دونالد ترامب".


وتوجّه بايدن إلى ترامب ومن يسهّلون انتهاكه للسلطة، وكلّ المصالح الخاصة التي تموّل الهجمات ضدّه بالقول: "اعلموا رجاء أنّني لن أذهب إلى أي مكان. لن تدمّروني ولن تدمّروا عائلتي. سيأتي نوفمبر 2020 وأعتزم ضربك مثل قرع الطبول".

وعبّر بايدن عن امتنانه لتحلّي أحدهم بالشجاعة للتبليغ عمّا قام به، مؤكداً أنّه في الولايات المتحدة، حتّى الرئيس، لا يعلو فوق القانون.
المساهمون