بعد جلسات عمل طويلة استمرت حوالي ثمانية شهور، انطلق أخيراً تصوير المسلسل اللبناني "طريق"، وهو أول عمل غير مصري مأخوذ عن رواية للأديب المصري صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ.
الرواية تدور أحداثها ما بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة، عن الرغبة والطمع الكفيلين لأن يكونا سببين قويين للقتل، حيث تمثل رواية الطريق نقداً قاسياً للواقع المرير التي شهدته مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 وتفشي الفساد بين الأوساط الاجتماعية المختلفة للشعب المصري، من خلال أربع شخصيات رئيسية في العمل، وهي إلهام وصابر وبسيمه وكريمة، وصدرت الرواية عام 1964 وأعيد طباعتها أكثر من مرة.
يشارك في بطولة المسلسل اللبناني المقرر عرضه في شهر رمضان القادم كل من الفنانين عابد فهد ونادين نجيم، والسيناريو والحوار لريم حنا وإخراج رشا شربتجي وإنتاج صادق أنور الصباح.
وقد صرحت نادين في لقاء تليفزيوني عن دورها بأنها تجسد شخصية محامية طموحه وتنتمي إلى عائلة ظروفها أقل من المتوسطة، وتتحمل مسؤولية أسرتها بعد وفاة والدها، وتجمعها علاقة بعابد فهد وتتحول إلى زواج، لكن تحدث توترات بينهما بسبب نوعية القضايا التي تتبناها مثل قضية التحرش الجنسي.
لم تكن رواية "الطريق" هي الأولى لنجيب محفوظ التي يتم تحويلها إلى عمل فني، فقد سبق وتم تحويل ما يزيد عن الـ 25 رواية له لأفلام سينمائية أو مسلسلات تليفزيونية.
أبرز هذه الأعمال التي رصدها "العربي الجديد"، ثلاثية نجيب محفوظ المكونة من "بين القصرين" و"السكرية" و"قصر الشوق" وتعتبر من أشهر الأعمال التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات أيضاً، وكانت الشخصية المحورية فيها هي شخصية "سي السيد"، وتم إصدار الروايات الثلاث في حقبة الخمسينيات وحققت نجاحاً سينمائياً وتليفزيونياً كبيراً.
وفي عام 1962 تحولت رواية "اللص والكلاب" إلى فيلم سينمائي قام ببطولته الفنانين شادية وشكري سرحان وإخراج كمال الشيخ.
وفي عام 1969 قدم المخرج كمال الشيخ رائعة فيلم "ميرامار" الذي رصد قهر الطبقة الفقيرة من خلال شخصية "زهرة"، التي قدمتها الفنانة الراحلة شادية بمشاركة الفنانين يوسف شعبان وعماد حمدي ويوسف وهبي.
في عام 2004 حولت رواية "المعمورة" إلى مسلسل قام بإخراجه الراحل إبراهيم الشقنقيري، ثم صُوّرت مسلسلات "حديث الصباح والمساء" و"الحرافيش" و"حضرة المتهم" و"حكاية بلا بداية وبلا نهاية" و"قشتمر" وغيرها من الأعمال.
وسينمائياً قدمت عشرات الروايات له مثل "خان الخليلي" و"الشيطان يعظ" و"في قلب الليل" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"السمان والخريف" وغيرها.
وحول فكرة صراع الأجيال قدم محفوظ رواية "القرار الأخير"، وحولت إلى عمل تليفزيوني أنتج عام 2005 وقام ببطولته رغدة وهشام عبد الحميد وكان من إخراج تيسير عبود.
ثم توقفت الاستعانة بأعمال نجيب محفوظ تليفزيوناً لمدة 11 عاماً، ليعود صناع الدراما له في رواية "أفراح القبة" التي تحولت إلى عمل تليفزيوني قدم في شهر رمضان 2016 وقامت ببطولته الفنانة منى زكي، وحقق العمل نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً حتى إنه أسهم في ازدياد مبيعات الرواية الأصلية التي كتبها الحائز على نوبل.