العمل الجديد يصدر عن "منشورات البراق" في باريس، وهو يطرح أكثر من سؤال حول تتابع ترجمة كتاب الكواكبي، ومن مترجمين عرب فقط. ربما تجدر الإشارة هنا إلى كون ترجمة 2013 التي أنجزتها الصحافية السورية هالة قضماني، ورغم أنها صدرت عن دار نشر معروفة في فرنسا هي "آكت سود" إلا أنها لم تحظ باهتمام كبير أو متابعة، بالإضافة إلى كونها صدرت ضمن سلسلة أدبية، ما يجعل من العمل يبدو مجرّد شهادة ذاتية على عصر.
الإقدام على كلا الترجمتين يُظهر رغبة في إبراز بُعد سياسي للكتابات العربية في القرن التاسع عشر قد يغيب على المتلقي الفرنسي بمسلّماته التي تفترض أن مسائل مثل الحرية السياسية وفصل السلطات لم تصل إلى البلاد العربية إلا من خلال المؤثر الغربي، وأن المدوّنة العربية تخلو منهكذا مطالب.
من جانب آخر، تعدّ هذه الترجمة استمراراً لنقل أعمال كلاسيكية عربية إلى الفرنسية لدى عمر الشارني، وهو الذي خصّص السنوات السابقة لترجمة أعمال أبو نصر الفارابي إلى الفرنسية والتعريف به من خلال كتب دراسية حوله، صدرت هي الأخرى عن "منشورات البراق".
في الاتجاه المعاكس، كان الشارني قد نقل إلى العربية كتاب "حديث الطريقة" لـ رونيه ديكارت، بالإضافة إلى تأليفه كتباً مثل "ابتسمولوجيا الشفافية" و"بوفون.. الطبيعة وتاريخها".