"طالبان" ترفض حضور المجلس القبلي من أجل المصالحة الأفغانية

10 ابريل 2019
+ الخط -

أعلنت حركة "طالبان"، رفضها عزم الحكومة الأفغانية، عقد المجلس القبلي المسمى محلياً بـ"لويا جيرغا"، في نهاية إبريل/نيسان الحالي، معتبرة ذلك "محاولة بائسة ومزورة لا جدوى من ورائها"، داعية إلى مقاطعته.

وطلب الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في بيان، اليوم الأربعاء، من الشعب الأفغاني ألا يشارك في الاجتماع، و"أن يدرك حقيقة ما يجري في هذه المرحلة الحساسة، كي لا يخدعوا بمؤامرات العدو"، كما قال.

وأضاف أنّ "مثل هذه المساعي غير مقبولة لدى طالبان، وهي تعتبر ذلك، نيابة عن الشعب الأفغاني، سعياً مزوراً، وترفض تماماً المشاركة فيه، كما أنّها تطلب من الشعب الأفغاني أن يرفضه أيضاً، وألا يشارك فيه".

ووصف مجاهد، في البيان، المجلس، بأنّه "مؤامرة من قبل الحكومة الأفغانية، من أجل الحصول على الشرعية من قبل الشعب، ولكنّه لا يخدع بذلك"، متهماً الحكومة الأفغانية بأنّها "تسعى تحت مظلة الاحتلال منذ 18 عاماً لكي تحصل على الشرعية، وهي تلعب بكل معايير الشعب وأعرافه، عبر وسائل عدة، منها لويا جيرغا".

ورأى أنّ "انعقاد المجلس ليس إلا نظيراً لما حصل في عام 2013، من أجل إعطاء الشرعية للاتفاقية الأمنية بين أفغانستان وأميركا، وليس إلا مثل محاولات حكومة نجيب الله الموالية للروس في فترتها الأخيرة، وقبل سقوطها، في تسعينيات القرن الماضي"، مشدداً على أنّ "طالبان لن تشارك في مثل هذه المجالس وتطلب من الشعب المقاطعة أيضاً".

وقررت الحكومة الأفغانية، عقد المجلس القبلي المكبر، المعروف محلياً بـ"لويا جيرغا"، من أجل التباحث بشأن المصالحة، في نهاية إبريل/نيسان الحالي.

وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للمصالحة، محمد عمر داود زاي، وهو مستشار الرئيس الأفغاني لشؤون المصالحة، قد أكد، قبل أيام، أنّ الحكومة تعتزم دعوة "طالبان" إلى المجلس "بهدف تقريب وجهات النظر المختلفة حيال المصالحة الأفغانية".

يُشار إلى أنّ ما يقرب من 2500 شخص من مختلف الأطياف والأقاليم، سيشاركون في المجلس القبلي، على مدى أربعة أيام في كابول، بينما تواصلت، خلال الأيام الماضية، مساعي اختيار الممثلين. ويهدف المجلس إلى تحديد الخطوط الحمراء للمصالحة الأفغانية والحوار مع "طالبان"، والخروج بموقف موحد حيال المصالحة.

وكان سياسيون أفغان والولايات المتحدة الأميركية قد رحّبوا بقرار عقد المجلس، معتبرين ذلك "خطوة مهمة" حيال المصالحة الأفغانية، ووحدة أطياف الشعب المختلفة حيال القضية.