"طائفتي الجميلة": عراق الأشهُر الأولى بعد الاحتلال

06 يوليو 2016
كاظم نوير/ العراق
+ الخط -

بعودته إلى الشهور الأولى التي تلت احتلال بغداد في نيسان/أبريل 2003، يدير الكاتب العراقي مرتضى كزار أحداث روايته "طائفتي الجميلة" الصادرة حديثاً عن دار "الجمل" في بيروت، في زمن شديد الحرج والخطورة والغموض، شخصيته الأساسية التي تحرّك السرد، شخصية طبيب بيطري كان يعمل في مستشفى خاص بحيوانات الرئيس قبل الاحتلال.

لكن أكثم كلافة كان يضطر أحياناً إلى ممارسة دور آخر هو قتل أو بتر أعضاء حيوانات الشوارع لإخراجها، عنوة، من تماثيل الرئيس المنتشرة في عموم البلاد، والتي تستوطنها الحيوانات الضّالة اتقاء البرد. وبسبب هذه الحيوانات التي تعيش داخل تماثيل الرئيس، يصبح أكثم عرضة للضرب في أي لحظة على يد الحرس الخاص بالرئيس، هو ومساعده "جميل يحترمني" الذي كان جندياً ومن ثم مساعداً بيطرياً قبل احتلال بغداد، وليتحوّل في ما بعد إلى مقدّم برامج يفسِّر الأحلام للمستمعين.

وإذا ما كان جميل يحترمني قد وجد حياته وتأقلم مع مناخ الحرب الطائفية رغم المشاق التي تعرّض لها، إلا أن أكثم بعد الاحتلال الأميركي للعراق، واتساع مد العنف الطائفي، وانفجار الهويّات، ينشغل بالعمل على تأسيس طائفته الجميلة، وهي طائفة من النحل تنتج نوعاً من العسل بمواصفات عالية.

لكن قبل ذلك، يقود بحث أكثم عن العمل إلى مُراسلة المؤسسات الدولية المختصّة بحقوق الحيوان، لكن هذه لن تؤمّن له العمل بالقدر الذي أثارت فيه فضول تفقّد حيوانات الرئيس التي شُرِّدت في الشوارع، فضلاً عن دفعه إلى اكتشاف مقابر الحمير، التي سيتبين أنها مقبرة للنساء اللواتي يقتلهن أهلهن لقضايا تتعلّق بـ"الشرف".

توحي رواية كزار، المولود في الكويت عام 1982، باستثمار محدد لشخصيات رمزية وحيوانات يمكن إسقاطها على الواقع والتاريخ، إلا أن كزار يقول، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب الشخصيات ليست كذلك، والكثير من الأسماء والأحداث تفلت من طائلة الترميز وتطرح نفسها كحالة ضمن اللامعنى الذي يعيشه أكثم كعقيدة حياة أحياناً وكمصائب لا يمكن الفكاك منها".

"طائفتي الجميلة" هي الرواية الثالثة لصاحب رواية "السيد أصغر أكبر"، ويبدو أسلوبه فيها مختلفاً، إذ يستثمر الكوميديا والأجواء الغرائبية بشكل كبير، فضلاً عن خفّة السرد الذي يتداخل فيه عام أحداث البلاد، بخاص الحياة الشخصيّة لشخصيّات الرواية.

ولا ينفي كزار، الذي يعمل أيضاً في مجال السينما، استفادته من خبرته في الوقوف خلف الكاميرا مخرجاً في بناء روايته "طائفتي الجميلة"، ويؤكد: "استفدت من خبرتي السينمائية البسيطة التي خضتها خلال السنوات الماضية، كان ظل السيناريو المشهدي ماثلاً على طاولة الكتابة"، موضحاً: "سعيت لإيجاد حالة من الخفة والوضوح الروائي في الحكاية رغم طاقة الإحالة والإسقاط الذي يصاحب النحل وشخصية أكثم في الرواية بدون بعض الحوادث والشخصيات".

المساهمون