"صودا ستريم"... عنوان انتصار فلسطيني على إسرائيل في بريطانيا

08 يوليو 2014
محتجّون أمام السفارة الإسرائيلية في لندن (أسد بايغ/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

للمرة الأولى منذ عامَين، لم يلتق ناشطو مقاطعة إسرائيل واستثماراتها، في مدينة برايتون البريطانية. التقوا يوم السبت الماضي، عند الواحدة ظهراً، أمام متجر شركة "صودا ستريم" المتخصصة في تنقية المياه وصنع أدوات ومنتجات مائية غازية، والفرع الرئيس في بريطانيا للشركة المقامة في مستعمرة "معالي أدوميم" قرب القدس المحتلة، المقامة على أراضي سبع قرى فلسطينية صودرت أراضيها وشُرّد مواطنوها.

فقد ذهب المتظاهرون هذه المرة مع أعضاء جمعية "التضامن مع فلسطين"، في مدينة برايتون، إلى مقهى مجاور ليحتفلوا بانتصارهم ونجاحهم في إجبار الشركة المذكورة على إغلاق المتجر، بعد أن قاطعه أهل المدينة، وكاد يصبح رمزاً فاشلاً للشركة يعيق خطتها للتوسع بدعم وتسهيلات من الحكومة الإسرائيلية.

يشتهر أهالي مدينة برايتون بالتزامهم سياسات المحافظة على البيئة، وقد ظهر ذلك جلياً لدى انتخاب أهل المدينة لنائبهم الوحيد في البرلمان من حزب الخضر.

وظنت الشركة الإسرائيلية أن بإمكانها استغلال حرص أهالي المدينة على الطبيعة والبيئة، بمساندة كثيرين من النخب والفنانين، لتسويق منتجاتها ذات الصفات البيئية الرائجة، إلا أن محاولاتها في ذلك باءت بالفشل.

وبدت مهمة مقاطعة المتجر صعبة، لكن التركيز المتواصل على كون المنتج مصدره الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدعم إسرائيلي رسمي للشركة، عبر تخفيض الضرائب لتشجيعهم على الاستمرار، نقل معركة مقاطعة المتجر إلى أرض أخرى.

ولم يعد المنتج ومواصفاته البيئية هو الأهم، بل أخلاقيات من يقوم بذلك، وفي ذلك تخسر إسرائيل ومن يناصرها دائماً.

وتطورت المواجهة إثر لجوء المشرفين على المتجر، بمحاولة إظهار دعم شعبي لمصلحتهم، عبر اللجوء إلى طلب مساندة عدد من الصهاينة وأنصارهم الذين بدأوا في التواجد أسبوعياً مقابل تظاهرة جمعية "التضامن مع فلسطين". وكانت النتيجة تدخل الشرطة للفصل بين الفريقين واعتقال بعضهم.

ولم تصمد المجموعة الصهيونية في ظل غياب أي تعاطف شعبي. في المقابل، تزايد عدد المتظاهرين ضد المتجر الذي أصبح شبه مهجور قبيل إغلاقه.

وجاءت الضربة الأخرى في اليوم الثاني من إغلاق متجر "صودا ستريم"، عندما أبلغت سلسلة متاجر "جون لويس"، واسعة الانتشار في بريطانيا، مجموعة المتظاهرين أمام متجرها الكائن وسط شارع اكسفورد، أكبر شارع تجاري في بريطانيا، أنها أوقفت تعاملها مع "صودا ستريم".

واعتبرت مديرة حملة التضامن مع فلسطين، ساره كولبورن، أن "إغلاق المتجر وإنهاء تعامل متاجر (جون لويس) مع (صودا ستريم)، يعد نجاحاً كبيراً لحملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ليس لأنها مقامة على أراض فلسطينية محتلة فحسب، بل لأنها عكس ما تشيع الشركة في الدفاع عن تواجدها في الأراضي المحتلة، تستغلّ مئات العاملين الفلسطينيين في المصنع كقوة عمل رخيصة".

وأشارت إلى أن "هؤلاء العمال يتقاضى معظمهم أجوراً أقل من الحد الأدنى للأجور في إسرائيل، وليسوا أعضاء في نقابات العمال ولا يتمتعون بحماية قانونية".

لم يكن لدى المتظاهرين، الذين ذهبوا إلى المقهى المجاور ومعهم لافتات مقاطعة إسرائيل، وهذه المرة للاحتفال بانتصارهم، من الوقت لتناول وجبة المعجنات الخفيفة التي تعدها لهم المدرِّسة الفلسطينية، أم رامي، ويأخذها لهم ساخنة كل أسبوع زوجُها الأستاذ في جامعة برايتون.

فقد كان عليهم التوجه بسرعة إلى محطة القطارات في قلب المدينة المزدحمة، للقاء متضامنين آخرين والتوجه إلى لندن للمشاركة في تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية، تكاد تصبح تقليدية، بسبب كثرة الوقائع التي تستدعي الناس إلى الاحتجاج وإعلان الغضب ضد اسرائيل.

المساهمون