"صراع العروش".. المسلسل الذي شوّه التاريخ

25 اغسطس 2017
+ الخط -

في نهاية مايو/ أيّار، أعلنت جامعة هارفرد عن تنظيم دورة تعليميّة تحت عنوان: "لعبة العروش الحقيقيّة.. من الأساطير الحديثة إلى النماذج القروسطيّة"، وستبدأ هذه الدورة مع بدء العام الدراسي الجديد.

ما الجديد الذي ستقدّمه إذن دورة "الفلكلور والميتولوجيا" هذه؟ إنها ستُظهر كيف أن المسلسل الذي أنتجته شبكة (إتش بي أو- HBO) يطوّع أو يشوّه تاريخ وثقافة عالم أوراسيا القروسطيّ منذ القرن الخامس وحتى القرن السادس عشر بعد ميلاد المسيح، ووفقًا لموقع " Time" ستُقارَن أنماط الشخصيات الموجودة في المسلسل (مثل الملك، وزوجته، والابن الثاني، والمُغامِر، إلخ) بالشخصيات التاريخيّة التي وُجِدَت في القرون الوسطى.

وبغرض تبرير هذا التشابُه بين المسلسل والعصر الذي يُدَرّسه، صرّح شون غيلسدورف –مؤرّخ متخصّص في القرون الوسطى وسيُدرّس في هذه الدورة- لموقع Time الأميركي قائلًا إن "لعبة العروش تستند إلى ما جرى داخل قصور ملوك القرون الوسطى؛ فالصراعات بين الملكة وزوجة الابن مثلًا هي من كلاسيكيات القرن العاشر في ألمانيا".

وتقول رشا كيراكوسيان، وهي ستدرّس أيضًا في هذه الدورة، أن شخصية سيرسي لانيستر، الذي تقوم به لينا (هيدي- Lena Headey)في المسلسل، تُذكّرنا مثلًا بالشخصية الألمانيّة الأسطوريّة (كريمهيلد- Kriemhild)، إذ تمثّل الصراعات في عائلات القرون الوسطي.

تأمل البروفيسورة كيراكوسيان أن هذه الدورة تجذب الطلّاب لمجال تخصّصها، وللعلوم الإنسانية بشكل عام، التي هجرها الطلاب في السنوات الماضية بشكلِ كبير. وفقًا لتقرير نُشر في سنة 2016 من "أكاديمية الآداب والعلوم الأميركية"، فإن عدد طلاب العلوم الإنسانية انخفض في أميركا بأسرها، بنسبة 8.7% بين 2012 و2014. أمّا في جامعة هارفارد، فإن نسبة الطلاب في هذا المجال انخفضت نحو النصف خلال 60 عامًا.

عندما كانت رشا كيراكوسيان تُدرّس في جامعة أوكسفورد، دعاها طلابها إلى مشاهدة مسلسل "لعبة العروش"، وهكذا تبيّنت أنه من الممكن رَبط افتتان طلابها بالمسلسل بالمواضيع والمواد التي تُدرّسها لهم. "أليس أحد مظاهر مهنة البروفيسور أن يستفيد من اهتمام الطلاب بشيء ما وجعلهم يتعمّقون فيه والذهاب بهم بعيدًا"؟، تقول البروفيسورة.

وإذا ما أراد هؤلاء الطلاب التعمّق أكثر فأكثر، فيمكنهم السفر من شرق البلاد إلى غربها، وتعلّم "الدوتراكي"، اللغة التي اخترعها جورج ر.ر. مارتن، في جامعة بيركلي بكاليفورنيا.


(تقرير من لوفيغارو)

المساهمون