"صراحة" أوستين توتّر المالكي.. وبرزاني يرفض المجهول

24 يوليو 2014
بان أكد أن الاجتماع ببرزاني "كان مثمراً"(صفين حميد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تستمر زيارات المسؤولين الغربيين إلى العراق، في محاولة لدفع قادته إلى تبني حل سياسي توافقي يتيح إعادة الاستقرار الأمني والسياسي إلى البلاد. وتزامنت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى العراق، اليوم الخميس، مع وصول قائد القوات المركزية الأميركية، الجنرال لويد أوستين.

وبينما حثّ بان، المسؤولين العراقيين على التوصل إلى حل سريع، وسمع من أربيل عدم رغبة قادة الإقليم في "انتظار المستقبل المجهول"، لم يكن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بأوستين ودياً بحسب ما علم "العربي الجديد".

أوستن والمالكي: لقاء غير ودي

وكشف مصدر حكومي عراقي، اليوم الخميس، أن اللقاء الذي جرى مساء اليوم بين المالكي وأوستين، كان غير ودي على الإطلاق بسبب صراحة الأخير "المفرطة" مع المالكي.

وقال المصدر في أمانة مجلس الوزراء العراقي لـ"العربي الجديد" إن المالكي التقى بأوستين لنحو ساعة في المنطقة الخضراء بحضور ضباط ومستشارين عسكريين أميركيين، بعد وصول الأخير إلى بغداد، اليوم الخميس، على متن طائرة عسكرية أميركية وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "اللقاء كان جافاً وانتهى بشكل غير ودي بين الطرفين، إذ كان الانزعاج بادياً على أوستين من إدارة المالكي دفة الحرب ضد "داعش" وفشله في تحقيق تقدم وفتح الباب أمام المليشيات والحرس الثوري الإيراني".

وأفاد المصدر بأن "أوستين كرر مرات عدة عبارة "أنتم تحولون البلاد الى قرية إيرانية".

وتخضع مناطق شمال وغرب البلاد إلى سيطرة تامة من قبل فصائل مسلحة إسلامية وقبلية تعارض سياسية المالكي وتصفها بالطائفية والإقصائية.

ولفت المصدر إلى أن "أوستين عرض تقرير الاستخبارات الأميركية عن وضع القوات العراقية والمشاكل التي تعترضها، واصفاً حال الجيش بأنه "ليس الجيش الذي تركناه عام 2010".

وتابع المصدر أن "أوستين رفض تبريرات المالكي حول ذلك"، إذ قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته لقائد القوات المركزية الأميركية إن "تأخر دعمكم للجيش وإعاقة الكونجرس تجهيز العراق بالطائرات والأسلحة المساندة دفعتنا إلى ذلك".

وأضاف المصدر "أوستين غادر غرفة الاجتماع متوجهاً إلى السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء من دون أن يمرّ على غرفة العمليات العسكرية المشتركة كعادته عند كل لقاء".

من جهته، أصدر المالكي بياناً مقتضباً بشأن اللقاء مع أوستين، أوضح فيه أن "جرى خلال اللقاء البحث في آخر التطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها البلاد".

وأكد المالكي، بحسب البيان، "حاجة العراق إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الطرفين العراقي والأميركي في المجال العسكري والتسليحي وإيجاد نظام من الاكتفاء الذاتي في التدريب والتطوير، وكذلك في مجال الصيانة وإصلاح الآليات التي تتعرض للخلل داخل العراق"، داعياً إلى "تسريع وتيرة التعاون في هذا المجال".

من جهته، أبدى أوستين، ووفقاً للبيان، "استعداد الولايات المتحدة لدعم العراق بما يحتاجه لدحر الإرهاب"، مشيراً إلى "الحاجة إلى تكثيف التعاون في مجال التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة اللازمة والتزامه بذلك".

مشاورات بان في بغداد وأربيل

في هذه الأثناء، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة سلسلة لقاءات في بغداد وأربيل، تركزت حول الوضع الأمني والسياسي المتدهور في العراق.

وأعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، خلال لقاءه بان، اليوم الخميس، أن الأكراد سيعملون ما بوسعهم لمساعدة أشقائهم في العراق، لكنهم غير قادرين على انتظار مستقبل مجهول، وهي إشارة إلى الانفصال عن العراق، في حال لم تتقدم العملية السياسية في البلاد وظلت الأوضاع على حالها.

ولفت برزاني خلال المؤتمر، إلى أن بان يزور كردستان للمرة الثانية خلال العام الحالي، قبل أن يضيف "منذ الزيارة الأولى وحتى الآن حدثت تغييرات كبيرة في المنطقة، وكانت الفرصة مواتية لبحث التغييرات معه".

وتابع: "شددنا على أننا سنعمل ما بوسعنا من قدرات لمساعدة أشقائنا في العراق، لكننا سنواصل عملنا من أجل أن يقرر الشعب الكردي مصيره بنفسه، لأننا لا نستطيع أن ننتظر مستقبلاً مجهولاً".

واعتبر برزاني قدوم بان إلى العراق "فرصة مناسبة لإيجاد حلول للمشاكل، ونأمل أن يكون ذلك قريباً".

أما الأمين العام للأمم المتحدة، فاعتبر أن اجتماعه مع برزاني "كان مثمراً"، معرباً عن "قلقه إزاء الوضع الأمني في العراق". وأضاف "تنظيم داعش ينتهك القوانين الدولية، بينما دافعت البشمركة وحمت الأقليات بشجاعة".

وعن وضع النازحين العراقيين في إقليم كردستان، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن "حكومة الإقليم وبرزاني قدموا تسهيلات كبيرة".

وقبيل انتقاله إلى أربيل، التقى الأمين العام للأمم المتحدة، المرجع الديني، علي السيستاني، لبحث الإسراع في تشكيل حكومة عراقية تضمّ جميع مكونات الشعب العراقي، في إطار سلسلة من اللقاءات يعقدها خلال زياته إلى بغداد وأربيل.

وقال مصدر في مكتب السيستاني لـ"العربي الجديد"، إن بان ناقش مع السيستاني الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد. ودعاه إلى الضغط على "التحالف الوطني" لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة يكون مقبولاً من الجميع.

وأكد بان، في وقت سابق الخميس، دعم الأمم المتحدة لجهود الكتل السياسية العراقية في توفير الاستقرار للبلاد.

وقال خلال اجتماعه برئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته "إن العراق يواجه تحدياً خطيراً يهدد وجوده وعلى كافة القيادات السياسية بذل الجهود في محاربة الإرهاب وتعزيز العملية الديمقراطية، ومحاربة التقسيم وتوفير الاستقرار".

وأشار إلى أن استهداف الأقليات العراقية من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية" يمثّل جرائم ضد الإنسانية. ولفت إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها على تقديم الدعم الإنساني لكل الذين تهجروا من المناطق الساخنة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد وصل إلى بغداد، صباح اليوم الخميس، وحضر جلسة اختيار فؤاد معصوم، رئيساً جديداً للعراق.