"شيخ جاكسون" يحال إلى الأزهر... والتهمة: ازدراء الأديان

18 ديسمبر 2017
إحالة الفيلم إلى الأزهر لاتخاذ قرار بشأنه (فيسبوك)
+ الخط -
أعلن المحامي الحقوقي المصري، جمال عيد، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الاثنين، انتهاء التحقيق مع المخرج عمرو سلامة بخصوص فيلم "شيخ جاكسون".

وأشار عيد إلى أن التحقيق معه من قبل النائب العام المصري، بعد اتهام محامٍ له بسبب فيلم "شيخ جاكسون"، انتهى بقرار "عرض الفيلم على الأزهر لإبداء رأيه فيه".

يأتي التحقيق على خلفية البلاغ الذي تقدم به محامٍ ضد صنّاع الفيلم ويتهمهم بازدراء الدين الإسلامي، على خلفية مشهد بالعمل يحتوي على رقص داخل المسجد.

وقال عيد "بلاغ من محامٍ كاتب في البلاغ أنه من لجنة الحريات والحقوق، بلاغ كله مبالغة ورؤية قاصرة وهجوم بزعم أن الفيلم يزدري الدين الإسلامي ويتعارض مع الشعب المصري المتدين بطبعه!! مكتوب كده".

ووصف عيد إجابات سلامة على أسئلة التحقيق بأنها "واضحة"، لكن تبقى هناك مشكلة في أن "بلاغات وقضايا الحسبة السياسية والدينية، يمارسها البعض بحثاً عن شهرة أو دفاعاً عن رؤيته الخاصة أو خدمة لأجهزة الأمن".

وأضاف عيد "خلصنا التحقيق، وروّحنا، والقرار بعرض الفيلم على لجنة من الأزهر"، مستنكرًا "فيلم ناجح وتم استقباله بتقدير واسع يودي بمخرجه وكاتبه للمحكمة".

وأنهى حديثه بـ"ممكن ميعجبكش الفيلم، ممكن متحبش عمرو سلامة أو ماجد الكدواني أو أحمد الفيشاوي أو أحمد مالك. حقك. لكن مش من حقك تلاحقهم وتجرجرهم للمحاكم، أو إنك تفترض إنك بتعبر عن المجتمع بأكمله وتعمل بلاغ ضد صناعه.. فالفن لا يؤخذ إلى المحكمة".

من جانبه، علق المخرج عمرو سلامة على قرار عرض الفيلم على الأزهر لإبداء الرأي فيه بأنه قرار "صادم".

وأضاف سلامة عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن لديه كذا تأمل في "ما جدوى عرض الفيلم على الرقابة إذا كانت موافقتها ليس حامية لنا؟ هل من حق أي شخص أن يقدم بلاغاً في المبدع كمدافع عن الدين أو البلد؟ هل سيقيّم الأعمال الإبداعية علماء دين ليسوا مختصين في الفن أو الإبداع؟ وهل يجب بعد ذلك أن نفكر في كل أفلامنا من منطلق ديني ونتأكد أن كل مشهد حلال أم حرام؟".

وتابع: "هل فيلم استطاع المشاركة في المهرجانات العالمية والإقليمية المرموقة ورشحته الدولة ليمثلها في الأوسكار بعد أن وافقت رقابتها عليه تقوم بالتحقيق مع صنّاعه؟ ما موقعنا كمبدعين ومفكرين الآن ونحن نعايش ونرى كل يوم مثل هذه المشاكل التي تواجهنا؟ ويتم استجوابنا في كل كلمة نكتبها لو لم تعجب شخصا ما ليس له أي صفة".

وأضاف "كان التحقيق حضارياً جداً وكانت النيابة في غاية اللطف والتفهم، وأنا مقدر اهتمامهم في التعامل بجدية شديدة مع البلاغات، ولكني فقط أحاول أن أفهم وأتأمل ما هو الإبداع؟ وما مدى حريته؟ وكيف يجب أن يكون؟ وكم موافقة نحتاجها كي يخرج من خيالنا".

وتساءل سلامة "هل هذه المواد الجميلة في الدستور والقوانين الجميلة في القانون كلها لا تحميك في أن تقول ما شئت؟ وعندما تصنع عملا يتم التحقيق معك في آراء الآخرين فيه حتى لو كان فردا واحدا أوّل الفيلم كما أراد".

وأنهى تدوينته بـ"أنا مسؤول عن عملي وفيلمي أكثر من أي حد، ومسؤول عما نويته وسردته، ولست مسؤولا عن تأويلات لها أهداف خفية، ومتحملا المسؤولية كاملة، وسيأتي يوم نضحك على أيام كتلك ستصبح من الماضي، أيام مضطرين فيها للدفاع عن ما يتم التفتيش عليه في صدورنا، وإلى أن يأتي هذا اليوم ربما قبل كتابة كل كلمة يجب أن نتوقع كل تفسير من الممكن أن يفسره أي متفرج لربما لا يعجبه ويجرجرك بسببه على تحقيقات وقواضي".

يشار إلى أنه وقع الاختيار على فيلم "شيخ جاكسون"، من إخراج عمرو سلامة، وبطولة أحمد الفيشاوي، ليمثل مصر في الترشح لجائزة "أوسكار" ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي.

وفي دور العرض المصرية، حقق الفيلم ما يقرب من 7 ملايين و800 ألف جنيه، وذلك بعد 10 أسابيع عرض في دور العرض السينمائية، نافس خلالها على الإيراد اليومي مع أفلام "الخلية" و"الكنز" و"خير وبركة".

كان فيلم "شيخ جاكسون" قد شارك في المسابقة الرسمية بالدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، وتدور أحداثه في السنوات التي سبقت 25 يناير/كانون الثاني 2011، تحديدًا عام 2009، حول شخص يعاني أزمة نفسية بسبب هوسه بملك البوب الراحل مايكل جاكسون.

المساهمون