"شغف هادئ": حين طلبت إميلي ديكنسون الإذن بالسهر

29 ابريل 2017
(سينثيا نيكسون مجسدة إميلي دكنسون)
+ الخط -

حياة الشاعرة الأميركية إميلي ديكنسون (1830 -1886) في فيلم بريطاني بعنوان "شغف هادئ"، بدأ عرضه في بريطانيا في الأسبوع الأول من نيسان/ أبريل الجاري للمخرج الإنكليزي تيرنس ديفيس الذي يقدّم للسينما هذا العمل وقد تجاوز السبعين.

وصف النقّاد الفيلم بأنه أنيق وذكي ومؤثّر يوصل إلى المشاهِد الحالة فوق العادية التي جسّدتها الشاعرة الأميركية التي قد تكون الأبرز في تاريخ الشعر الأميركي عامة، ولكن بين الشاعرات النساء بشكل خاص، ويتناول حياة ديكنسون من المراهقة وحتى وفاتها، حيث تلعب دورها سينثيا نيكسون.

تظهر شخصية ديكنسون في الفيلم عالقة في فخّ بين العائلة وطريقتها في الحياة وبين تلك الحالة الانفعالية الكبيرة والساحقة التي تعيشها ولم تكن تجد لها تفسيراً أو منفذاً. وتبدو الحالة الهادئة من الاستقامة والصرامة العائلية السائدة عنصراً مؤثّراً بشكل كبير، حيث الأب (يلعب دوره الممثّل الأميركي كيث كاردين) المهيمن بل والعنيف، إلى جانب الأعراف الخانقة التي رزحت تحتها الشاعرة هي جزء أساسي جعلها حبيسة عزلة عاطفية انعكست على شعرها.

يفتح الفيلم في مشهده الأول على مجموعة من المراهقات اللواتي يصففن شعرهن بصرامة، ويبدو عليهن التديّن، وتقف بعيدة عنهن فتاة بشعر أحمر تبدو نافرة من المشهد. تفكّر: "ليتني أستطيع أن أشعر كالآخريات، لكن ذلك ليس ممكناً". تبدو إميلي المراهقة كما لو كانت دخيلة على المشهد العائلي المحتشم والمتديّن والمتزمّت هذا، وما يربطها فيه حقّاً أنه منزل العائلة.

لكن حياتها تبدأ بالتغيّر وفي أخذ منحى آخر بعد أن تطلب من والدها الإذن في أن تسهر في الليل لتكتب شعرها بهدوء. وفي الليل كما يقدّمها الفيلم تلتقي بآخرها/ أناها الحقيقية.

مع الوقت تلاحق الحياة الشاعرة بالخيبات، فهي لا تتمكّن من نشر الكثير من قصائدها، وتقع في حب قس متزوج لا يبادلها الحب، ثم تمرّ سنوات العمر وتكبر وحيدة، ويصيبها المرض وترى الموت في كل مكان.

لعب المخرج لعبة لافتة، بأن جعل شخصية إميلي المضطربة والقلقة لا تظهر على السطح ولا على مشاهد الفيلم، بل على شكل أفكار داخلية تخرج في الليل، وملأ الفيلم بألوان الربيع من الأبيض والأزرق والأصفر والذهبي فبدا كأن الشعر طاف على كلّ شيء حول هذه الشخصية المفصومة بين الليل والنهار.

دلالات
المساهمون