ويُشكل الهواة المرتدون قبعات الصيد على كورنيش البحر لوحة فنية، وهم ينتظرون التقاط الأسماك الطعم، مع تلاطم الأمواج عند الصخور والكتل الخرسانية.
"العربي الجديد" التقى بعدد من هواة الصيد، الذين أكدوا أن كورنيش البحر هو ملاذهم بحثاً عن الراحة النفسية وكذلك عن الرزق.
الشاب الثلاثيني ناصر عبد الرحيم، يبتعد عن ازدحام المدينة ليقصد البحر لممارسة هوايته المفضلة التي تعلمها من شقيقه الأكبر منذ صغره، خاصة في موسم الصيف، من أجل التمكن من صيد نوعي "البطاطا" و"الشراخيش"، موضحاً أنه "الشراخيش" يتم اصطيادها عندما تكون الريح غربية، أما عندما تكون شرقية فإنه يصطاد "البطاطا".
ويضيف ناصر أنه يفضّل ممارسة هواية الصيد بعد الانتهاء من عمله، أي قبل غروب الشمس بساعتين، مشيراً إلى أنه يجد صعوبة في اصطياد الأسماك الكبيرة لأن جميع الصيادين يتوفرون على شبكة ضيقة يسحبون من خلالها كميات كبيرة من الأسماك.
ويؤكد أنه خلال السنوات الأربع الماضية كثف من وجوده خلال أشهر العام، لاصطياد الأسماك بعد ارتفاع أسعار المعيشة، وذلك بدلاً من شرائها، لافتاً إلى أن محدودي الدخل هم من يكتوون بغلاء الأسعار.
ويوضح أن الوجبة الرئيسية له في معظم أيام الأسبوع هي السمك، لذلك يحرص على ممارسة هوايته يومياً خلال فصلي الربيع والصيف، إذ يصطاد في اليوم الواحد نصف كيلوغرام.
من جهته، يحرص المصري الستيني حمادة الدغيدي على ممارسة الصيد منذ صغره، حتى بعد تقاعده، إذ يقوم بالصيد في مناطق مختلفة، منها القلعة، وكامب شيراز، والمكس والمنتزه.
ويوضح حمادة أنه يفضّل الاصطياد في موسم الصيف، وذلك لاختلاف أنواع الأسماك، ومنها البطاطا والشراخيش والقاروس والدنييس ومرمار، مؤكداً أن الوقوف أمام البحر يمنحه طاقة إيجابية ويسحب منه الطاقة السلبية ويمنعه عن التفكير في هموم الدنيا.
ويشير الستيني إلى أن هواية الصيد تعلّم الإنسان الصبر وقوة التحمل، لأنه رزق لا يجدي معه نوع صنارة معينة أو مهارة صياد، فالبحر مليء بالأسماك، "أحياناً أحصل في ساعة على نصف كيلوغرام وأحياناً أخرى لا أصطاد سوى القليل جداً من الأسماك".
فيما يشتكي الحاج حمدي من تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، وهو ما تسبب في هروب الأسماك من الشاطئ، موضحاً أنه منذ خمسين عاماً وهو يمارس هذه الهواية من دون توقف.
ويؤكد حمدي أن الصياد الماهر يستطيع بمرور الوقت معرفة ما هي المواسم التي يتوجّب عليه الصيد فيها، وكذلك الأماكن التي توجد بها الأسماك بوفرة، موضحاً أنه يفضل شواطئ ميامي ورشدي وجليم لممارسة هوايته فيها.