يعتبر مسجد شاه جهان وفقاً لبيان المؤتمر، أول مسجد بني في بريطانيا عام 1889 ويقع في جنوب غرب لندن، وقد بنته شاه جهان وهي ملكة مسلمة حكمت إقليم بهوبا في الهند خلال القرن التاسع عشر. يضمّ إلى جانب باحات الصلاة، قاعة للأنشطة والندوات الدينية والتاريخية التي تتناول المجتمع والثقافة الإسلاميين في بريطانيا.
يتضمن البرنامج عروضاً حول أهمية تعلّم التراث الإسلامي في المملكة المتحدة بهدف تعزيز العلاقة المسافة بين المجتمع المسلم والمجتمعات الأخرى في البلاد، وهي علاقة تعرّضت إلى التوتر لما شهدته من حالات تطرّف من الأطراف المختلفة وصعود لتيارات اليمين في أوروبا.
كما يشتمل البرنامج على ورش عمل وومحاضرات وطاولات مستديرة، محاورها تاريخ المساجد وتراثها وتوثيقهما في بريطانيا، إلى جانب قصص نجاح المسلمين الذين أسسوا منظمات إسلامية مختلفة، ولقاءات مع مترجمين للقرآن.
وبشكل خاص يقف البرنامج عند تاريخ الجنود المسلمين الذين قاتلوا ضمن صفوف الجيش البريطاني في الحربين العالمييتين الأولى والثانية.
يشارك في المحاضرات الأكاديمي همايون أنصاري أستاذ تاريخ الإسلام والثقافة في "جامعة رويال هولواي" في لندن، ويقدّم محاضرة حول مكانة مسجد شاه جهان في تاريخ المسلمين البريطانيين.
كما يشارك باحثون وأمناء مكتبات أسلامية وأراشيف من بينهم نفيد عارف ومحمد حبيب وشهيرا بيجوم، مسؤولة أرشيف المسجد التي ستتناول قصته وأهمّ ما يحتويه من مخطوطات.
من جهته، يعرض الباحث جميل جميل شريف أرشيف مسجد شرق لندن، ويتطرّق إلى خمس تجارب في ترجمة القرآن في القرن العشرين، قدمها عبد الله يوسف علي ومحمد مرمدوك بيكثال ومحمد أسد ومحمد حميد الله.
وتحاضر الأكاديمية شهد سليم من "جامعة وستمنستر" حول "كتابة تاريخ المساجد وأهمية الأرشيف"، وتتناول طريقة وعملية كتابة تاريخ المساجد في بريطانيا، ودور وأهمية الأرشيف والمصادر التاريخية الأخرى، وكيف جرى تجميع تواريخ البناء بشكل فردي.
بدوره يلقي الباحث إدوارد ماديجان المحاضر في "جامعة لندن"، محاضرة بعنوان "سيناريوهات الحرب العالمية الأولى والهوية البريطانية والتجربة الإسلامية في الصراع". فبعد قرابة قرن من انتهاء الحرب العالمية الأولى لا يزال احترام أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الصراع عنصراً أساسياً في الثقافة البريطانية.
لكن التصوّرات البريطانية حول الحرب خلال الخمسين سنة الماضية كانت ضيقة ومحدودة إلى حد بعيد، وقد وصفت الصور الشائعة للنزاع ذلك على أنه تجربة بيضاء إنكليزية في الأساس، وهو أمر غير صحيح حيث قاتل في الجيش البريطاني الكثير من الجنود غير الإنكليز وغير البيض مسيحيين ومسلمين ومن ديانات وأعراق وطوائف مختلفة، وهذا ما يحاضر حوله ماديجان.