يشير الدليمي في تقديم كتابه إلى دور "جماعة بغداد للفن الحديث" التي تأسّست عام 1951، في تغيير بنية الحركة التشكيلية المعاصرة، وكان اشتراط العمل (الفني/ الفكري) هو الغاية، والهدف الأساس للجماعة الذي كان منظّرها الأول هو آل سعيد.
يرى المؤلّف أن تلك المرحلة شكّلت الخطوة الممهّدة والانعطافة المهمّة في بداية ومسيرة الفنان الراحل، مستشهداً بمقولة الفنان نوري الراوي "إذا تأمّلنا لوحات الفنان شاكر حسن، وجدنا أنها تمثّل روح الاقتحام التي بدأت تغذي الفن العراقي، وتدفع بأساليبه إلى المغامرة في ميادين الفن المعاصر، فهي تراجيدية أولاً، وهي تمثيل تعبيري لمأساة الأرض والإنسان ثانياً، وهذا ما يدعونا إلى أن نقف أمامها".
يتناول الكتاب بالتحليل بعضاً من مقالات آل سعيد التي توزّعت ما بين النقد في تجارب المعارض الشخصية والجماعية والمتابعة والتعقيب والآراء، حيث يلفت الدليمي إلى أن غزارة نتاجات صاحب كتاب "الفن يستلهم الحرف" جعل مهمة جمعها مستحيلة"، لذلك بوّب كتابه إلى جزءين؛ الأول يضمّ قسماً من تلك الكتابات، التي اشتمل على بعضها أو تمّت فهرستها في جدول حتى يعود إليها القارئ والباحث المختص، فضلاً عن بعض من لوحاته الزيتية الملونة وتخطيطاته وصور فوتوغرافية.
أما الجزء الثاني فيتضمّن بعض من اللقاءات الصحفية التي أجريت معه، وبعض ما قدّمه النقاد والفنانين الذين كتبوا عن تجربته الفنية مثل جواد سليم، وإسماعيل الشيخلي، وعطا صبري، ونوري الراوي، مديحة عمر، وحافظ الدروبي، ورافع الناصري، ومحمد مهر الدين، وخالد الجادر، وسالم الدباغ، وعلي طالب، وهناء مال الله، وصادق كويش، وعلاء بشير، وسهى شومان، لافتاً إلى إمكانية جمع كل إرثه مستقبلاً في أجزاء متخصصة.
على هامش المعرض الذي ضمّ ثلاثة وعشرين عملاً لآل سعيد، أقيمت ندوة استذكارية شارك فيها شفيق المهدي، وباسم عبد الحميد حمودي، وعمر المطلبي، وأحمد غسان آل سعيد، وعلي الدليمي.