شهد القرن الثامن عشر تحوّلاً في فن البورتريه من خلال انتشاره الواسع خارج النخب الفنية والاجتماعية، خلافاً للثقافة العربية التي ظلّ فيها محصوراً ضمن الدوائر الأكاديمية وأوساط الفنانين حتى اليوم، ولا يحظى باهتمام يُذكر في المهرجانات الفنية.
تنطلق فعاليات الدورة الثانية من "شارع البورتريه" مساء بعد غدٍ الأربعاء في مدينة القيروان (160 كلم جنوبي تونس العاصمة)، وتتواصل لثلاثة أيام بتنظيم من وزارة الثقافة بالتعاون مع "جمعية الفنانين التشكيليين" و"مركز الفنون الدرامية والركحية" و"المعهد العالي للفنون والحرف"، ضمن برنامج "مدن الفنون".
تأتي التظاهرة "في إطار ما يسمى بالدور الثقافي التعديلي حيث أنها تتناول فنون قيل عنها نخبوية، أو فنون أروقة وفضاءات مغلقة، لتحاول تنزيلها وتقريبها أكثر من المواطن وجعلها أكثر ملامسة لواقعه اليومي واقعه المعيش"، بحسب بيان المنظّمين.
تتوزّع الفعاليات على عدّة فضاءات في المدينة، هي "المركب الثقافي أسد بن الفرات"، وشارع الثقافة وساحة الفنون ورواق الحليوي، إضافة إلى خمس فضاءات محددة في المدينة العتيقة والتي تحتضن جميعها ورشات وأنشطة متخصّصة.
"فضاء البورتريه بين الصورة الفوتوغرافية واللوحة الفنية" عنوان ورشة الافتتاح التي تشتمل على قراءة يشارك فيها عدد من الفنانين والباحثين المشاركين حول الجمع بين تقنيات الفوتوغراف وعناصر اللوحة الزيتية.
يتضمّن البرنامج أيضاً ورشة "فضاء بورتريه الطفل عبر تنظيم حصص رسم تفاعلية وتشاركية موجّهة لأطفال المدارس، و"فضاء الصورة المباشرة" وهي ورشة تفاعيلة حيّة مع المارّة والجمهور، و"فضاء الصورة المسرحية وفن البورتريه" وهي ورشة تعتمد على حصص رسم للشخصيات المسرحية الفنية، ويُختتم "الشارع" بقراءة نقدية حول الحركة الفنية التونسية يديره الأكاديمي معز الوهايبي.
من بين الفنانين المشاركين: عبد اللطيف رمضاني، وعبد الحميد ثبوتي، ووليد حلالي، وعلي الزنايدي، ودرة دلول، وأنيسة المجبري، ومنجي غزيني.