"سيني إيبدو"​ تحتفل بصمود غزة في وجه إسرائيل

04 سبتمبر 2014
كرّست الصحيفة العدد للاحتفال بانتصار غزة (العربي الجديد)
+ الخط -
كتب الرسام الكاريكاتوري الفرنسي الساخر، مدير مجلة "سيني إيبدو": "يجتاحني غضبٌ شديد؛ لأني وعدتُ بألا أكتب خلال هذه العطلة. الرئيس (الفرنسي) فرنسوا هولاند يوافق على تصرفات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. كل وسائل الإعلام (ليبراسيون، اليوم، في هذا الميدان تستحق سعفة الرداءة!) تُشهر سلاح معاداة السامية، ولكنها لا تكترث، عملياً، بالشهداء الفلسطينيين. لقد تحمّلتُ مرض السرطان أكثر مما تحمّلتُ محاولة اجتثاث الشعب الفلسطيني".

وكرّس العدد الجديد من المجلة التي تصدر يوم الأربعاء الأول من كلّ شهر، عدّة صفحات لغزة. وحمل غلاف عدد شهر سبتمبر/أيلول 2014، اليوم، عنوان "غزة ستنهض من جديد، أما إسرائيل فلا، من دون شك". وكذلك عنواناً فرعياً: ميشال فارشفسكي يكتب من القدس بدمه.
وخصّص سيني الافتتاحية الطويلة لغزة، وحملت عنوان: ساحة النكبة (في ذكرى طرد 800 ألف فلسطيني، وتدمير 532 بلدة سنة 1948 من قبل مجرم الحرب دافيد بن غوريون من أجل إنشاء دولة إسرائيل).  

وعبّر سيني عن انحيازه القديم لنضالات الشعب الفلسطيني، قائلاً "منذ زمن طويل، أكثر من ستين سنة، وأنا أحلم بكتائب دولية للنضال ضد هؤلاء البرابرة الصهاينة. ومع أنه في سنة 1937، قدم عشرات الآلاف من الرجال والنساء، طواعية، للقتال إلى جانب الجمهوريين الإسبان الذين يكافحون ديكتاتورية فرانكو، إذن فلماذا لم نقدم، نحن، الدعمَ للرفاق الفلسطينيين الذين سحقهم النير الكولونيالي الإسرائيلي؟ لماذا لم يرسم أي فنان لوحة جدارية بعد مجزرة دير ياسين، كما فعل بيكاسو بعد قصف غيرنيكا سنة 1937؟ لماذا لا نتوفر على عدد كاف من المثقفين المحليين من أجل التوقيع على "بيان من أجل الحق في العصيان"، كما هو شأن بيان 121 الذي ظهر في فرنسا سنة 1960، أثناء حرب الجزائر؟".

واستشهد سيني بكلمات المناضلة اليهوديّة الفرنسيّة، جيزيل حليمي "يسود اليومَ صمتٌ متواطئ في فرنسا وفي كل الغرب المتأمرك. لا أريد أن أخرس. لا أريد أن أستسلم. التاريخ سيحكم ولكنه لن يمسح التدمير، تدمير الحيوات، تدمير شعب، تدمير أبرياء. أَلَمْ يأمل العالم أن تشكل المحرقة(النازية) نهاية البربرية؟".
وأوصى سيني، في نهاية مقاله، بوجوب إظهار صُوَر الجرحى بدل الشهداء، ووجّه تحيّة حارة لكل الأطباء: "الذين ينهكون أنفسهم بدون توقف في ظروف قياموية، مُحاولين إصلاح ما دمّرته فلول من الجنود اللا إنسانيين، ومن دون ضمير، في بضع دقائق، بواسطة قنابلهم الأميركية. بفضل هؤلاء الأطباء، سننجح في ألّا نفقد الأمل في العِرق البشري".

من جهته، تحدّث ميشال فارشفسكي، من القدس المحتلة، في أربع صفحات عن غزة وفلسطين والحوار الفلسطيني الإسرائيلي، بناءً على طلب من المجلة. 
تجدر الإشارة إلى أن "سيني إيبدو"، وصحيفتي "لومانيتيته" الشيوعية و"بوليتيس"، من الصحف الفرنسية النادرة التي كانت ولا تزال تنقل صوتاً مغايراً للإجماع الإعلامي الفرنسي الداعم للكيان الإسرائيلي... يمنح هذا الأمر بالتالي، فرصة الكتابة لمن يدافع عن الشرعيّة الدوليّة والفلسطينيّة.
المساهمون