تركّز عدّة تظاهرات تونسية تأسّست خلال السنوات الأخيرة على العديد من المخرجين والفنانين الجدد الذين قدّموا أفلاماً وثائقية وروائية ترصد العديد من القضايا والظواهر الاجتماعية والسياسية الراهنة، مثل تظاهرة "السينما والسياسة" في مدينة الرديف، و"ملتقى هرقلة السينمائي" الذي يحمل اسم البلدة المتوسطية بجوار مدينة سوسة.
في هذا السياق، تنطلق فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة "سينما الذاكرة" عند العاشرة من صباح غدٍ الخميس في "المتحف البيئي والإيكولوجي" في جبل السرج قرب مدينة سليانة (130 كلم غرب تونس العاصمة)، وتتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري ضمن برنامج "تونس مدن الحضارات".
تمّ اختيار المتحف ليكوّن "حاضنة تبرز الذاكرة الجماعية وتحثّ سكان المنطقة أو زوارها على إلقاء نظرة جديدة على الماضي، ومن هذا المنطلق تندرج الأفلام ضمن الأعمال التي تبحث في كلّ ما هو يومي، وكلّ ما هو أنثروبولوجي بصفة عامة"، بحسب بيان المنظّمين.
يتضمن البرنامج تنظيم ورشات في الفن وتقنيات التصوير السينمائي يقدّمها ويديرها متخصّصون في هذا المجال، وتشتمل على "تقنيات التقاط الصورة" لعمر حرز الله، و"عملية المونتاج وكتابة السيناريو وتصفّح الأرشيف" لأنس كمون، و"الرسم على المحامل" لسامي بن عامر، و"الريبورتاج" لمحمد بوحجر، إلى جانب افتتاح معرض فوتوغرافي للفنان إبراهيم بهلول ومعرض لآلات التصوير السينمائي.
يُعرض الجمعة فيلم "منجي يا عايشة" لنادر سمير عياش، و"التاجرات" لنسيبة مسلم، و"جارة الساس" لمحمد عثمان تركي، و"آنا حيط وولد الناس خيط" لسارة بن عاشور، و"سفر" لأنس كمون وهي من نتاجات الأعوام القليلة الماضية ونالت جوائز ضمن مشاركاتها في المهرجانات المحلية.
تعقب جميع العروض لقاءات مفتوحة مع مخرجيها تتناول تجربتهم في إطار إعادة تنشيط الذّاكرة الجمعية وتحديث خصوصيات الفضاءات التراثية عبر عناصر ثقافية متنوّعة تدور أساساً حول السينما.
تختتم هذه التظاهرة بإقامة ندوة حول "السينما وفرض المصطلحات" يديرها الباحث الطاهر بن غذيفة، إضافة إلى تقديم نتاجات الورشات وتكريم المشاركين وتنظيم حفل موسيقي لـ "مجموعة سيدي حمادة للفنون الشعبية".