"سيف غباش–بانيبال" إلى "الموت عمل شاق"

09 يناير 2020
(ليري برايس)
+ الخط -

تواصل "جائزة سيف غباشبانيبال" التعريف بالأدب العربي في المشهد الثقافي الأنجلوسكسوني وفي العالم أيضاً، مع إعلان منحها لعام 2019 للمترجمة البريطانية ليري پرايس عن ترجمتها رواية "الموت عمل شاق" للكاتب السوري خالد خليفة الصادرة بالانكليزية عن دار "فابر أند فابر".

وأوضحت لجنة التحكيم في بيانها أن المترجمة استطاعت ببراعة نقل الرواية "الأخاذة ‏من اللغة العربية الى الإنكليزية مع المحافظة على حيوية النص الأصلي وكثافته فكانت ترجمتها سلسة وحاذقة دون تكلّف، وأنها "نجحت في معالجة تعقيدات النص وتفاصيله الدقيقة في سرد مشوق يجرنا إلى عالم من الفوضى المرعبة بتفاصيلها اللامعقولة".

كما أشار البيان على وجه الخصوص إلى "نجاح المترجمة في عكس جميع الجوانب الأسلوبية ‏المشوقة في النص الأصلي حيث اجتمع فيه أسلوب النثر الأدبي جنبا إلى جنب مع التحقيق الصحفي لإنتاج سرد سلس يجذب القارئ".

اللجنة التي ترأسّها الكاتب والمحرر الأدبي غازي القبلاوي، أعلنت فوز العمل بعد إجماع أعضائها المؤلفّين من لشاعرة والروائية والناشرة جان فورشن، والأكاديمية ‏والمترجمة عبلة عودة والكاتبة والناقدة ونائبة رئيس جمعية القلم الإنجليزية سابقا كاثرين تايلور، على اختياره من بين أربعة عناوين ترشحت للقائمة القصيرة في كانون الأول/ ديسمبر.

رأت اللجنة أن رواية "الموت عمل شاق" رواية "نسجت ‏ببراعة وأحكام لتصوّر الصراع الدائر في سورية عبر رحلة ثلاثة أشقاء لتنفيذ وصية والدهم الأخيرة بأن يدفن في مسقط رأسه في قرية صغيرة سقطت بين براثن المتحاربين".

وتابعت في بيانها "نرى خلال هذه الرحلة مشاهد من الحرب الدائرة أثناء عبور الحافلة التي تقلّ الأشقاء عبر عدّة مناطق من سورية، ‏غير أنّ هذه الرحلة لا تعكس مشاهد الحرب الخارجية فقط بل تفجّر الصراعات الخفيّة بين أفراد العائلة أيضاّ، فتبدو عائلة مفكّكة مزقتها الخلافات الخاصة والعداوات القديمة في كناية واضحة عن الصراعات العامة التي تمزّق أطراف البلاد. تكشف هذه الرواية بإتقان عن الخوف الدفين لدى جميع شخصياتها في عدّة مستويات باستخدام سرد متمكن وتفاصيل واقعية محكمة".

وختمت بالقول إنه "عمل جريء سيجتذب القراء لسنوات قادمة بوصفه رواية كلاسيكية تؤرّخ لفترة من الانتفاضات والصراعات الأهلية".

سبق للمترجمة أن نقلت إلى الإنكليزية ثلاث روايات لخالد خليفة، وهي "مديح الكراهية"،‏ و"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" التي وصلت ترجمتها إلى القائمة القصيرة ‏للجائزة عام 2017، والرواية الفائزة بهذه الدورة، إلى جانب ترجمت روايات أخرى منها رواية "سراب" للكاتبة السعودية رجاء عالم.

أما الروائي وكاتب السيناريو السوري خالد خليفة (1964)، فاختار أن يبقى في دمشق رغم الحرب في عامها التاسع، وقد حصل على إجازة في القانون من "جامعة حلب"، وأسّس لاحقا مجلة 'ألف'، وظهرت روايته الأولى "حارس الخديعة" عام 1993، وتبعتها روايته الثانية "دفاتر القرباط" ‏عام 2000.

يُذكر أن "جائزة سيف غباش - بانيبال لترجمة الأدب العربي" سنوية، وقيمتها 3000 جنيه استرليني، ومنحت أول مرّة عام 2006، وسيتمّ تسليمها في حفل تنظمه "جمعية المؤلفين" في المملكة المتحدة مساء الثاني عشر من شباط/ فبراير المقبل في "المكتبة الوطنية" في لندن.

المساهمون