فيما تسعى جهات رسمية ومدنية في مصر وخارجها إلى استعادة تمثال "سيخمكا" منذ أكثر من ثلاث سنوات أي منذ إعلان "متحف نورثامبتون" في إنجلترا عرضه للبيع، يبدو أن فرص الحصول عليه تعقّدت أكثر مع انتشار خبر اختفائه.
كانت وزارة الآثار المصرية قد حاولت منع المتحف البريطاني من بيع التمثال الذي يبلغ عمره 4500 عاماً، غير أن وسائل الضغط كانت ضعيفةً مثل الحديث عن جمع أموال من المواطنين وشرائه في المزاد الذي أقامه المتحف، والذي أفضى إلى بيعه لجامع تحف غير معروف مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، ورغم أن الحكومة البريطانية فرضت حظراً على مغادرة التمثال من أراضيها إلا أن ذلك لم يمنع من اختفائه.
أمس، أعلنت مجموعة "احموا تمثال سيخمكا" الناشطة في بريطانيا، في بيان لها: "بحزن كبير نفيدكم بأنه من المرجح أن يكون التمثال الآن قد غادر المملكة المتحدة إلى مصير مجهول، وهو ما يجعل عمل حملتنا خلال الثلاث سنوات والـ 10 أشهر الماضية غير مجدية".
يضيف البيان أنه "من المؤسف أننا لم نجد خلال هذه الفترة أي دعم رسمي لحملتنا". وقالت المجموعة إنها ستنهي حملتها، لكنها ترغب "أن يستكمل الزملاء المصريون محاولاتهم لمقاضاة من تسببوا في تلك العملية غير الأخلاقية لبيع تمثال سيخمكا".
واختتم البيان: "في النهاية، نناشد المشتري الذي يقال إنه أمريكي الجنسية أن يتنازل عن التمثال لمتحف بروكلين في نيويورك، الذي يعتني بالتماثيل التالفة التي يقترب عمرها من عمر التمثال، ولكي يتيح عرض التمثال للعامة مرة أخرى، لكي نحقق بعضاً من الشروط التي من أجلها تبرعت عائلة كومبتون بالتمثال. كان التمثال قد دخل بريطاينا في عام 1850 عن طريق سبنسر كومبتون، وبعد ثلاثين عاماً تبرّعت أسرته به للمتحف.
وفي عددها اليوم، أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أن هناك شائعات ببيع التمثال إلى جامع تحف أمريكي. ونوّهت الصحيفة إلى أن مجلس الفنون في إنجلترا قد جرّد "متحف نورثامبتون" من الاعتمادات وحتى عام 2019، وهو ما يعني أنه لم يعد مؤهَّلا للحصول على سلسلة من المنح العامة ومصادر التمويل الأخرى، بسبب خرق الشروط ببيع الآثار التاريخية.
التمثال يبلغ حوالي قدمين ونصف القدم، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملوَّن، ويصور التمثالُ الكاتبَ المصري سيخمكا وملحق به تمثال آخر أصغر حجماً يجلس عند قدمه يفترض أنه لزوجته.