"سوبر 30"... قصّة حياة أناند كومار

07 يوليو 2019
يلعب هريثيك روشان دور البطولة في فيلم "سوبر30(Getty)
+ الخط -
يستعدّ النجم الهندي، هريثيك روشان Hrithik Roshan، لإطلاق أحدث أفلامه "سوبر 30". ورغم أن بداياته الفنية كانت على نفس النمط المعتاد من الأفلام الهنديَّة، المعروف عنها المبالغة والبعد عن واقع الحياة في الهند، مع الكثير من الأغاني والاستعراضات المبهرة. لكنّه مع التقدم في العمر، بدأ بالنضوج والتمرُّد ليقدّم أعمالاً أخرى مغايرة. 

"سوبر 30"، يقدَّم قصة حياة عالم الرياضيات الهندي، أناند كومار، المشهود له عالمياً. ولد كومار عام 1973، وكان مولعاً بالرياضيات، وله إسهامات في مجلات ودوريات محلية ودولية، مكنته من الحصول على فرصة للدراسة في جامعة كامبريدج البريطانية العريقة. لكن بسبب الظروف المادية السيئة والفقر الحاد، فشل في الاستفادة منها، إضافة إلى وفاة والده المفاجئة، واضطرار والدته لصنع الحلوى في المنزل، حتّى يقوم ببيعها.

بدأ كومار في إعطاء دروس رياضيّات للطلاب، للحصول على دخلٍ إضافيّ. وبما أنَّ مكتبة الجامعة القريبة لمنزله "باتنا"، لم يكن لديها مجلات أجنبية، كان عليه السفر كل عطلة أسبوع في رحلة لمدة ست ساعات إلى فاراناسي لدراسته الخاصة. وكان يقيم مع أخيه الأصغر الذي كان يتعلم الكمان في المكتبة المركزية في جامعة "بهو"، ليعود إلى "باتنا" صباح الاثنين. وبما أنَّه عاش صعوبات ماليّة في طفولته، تولَّدت لديه الرغبة في فعل شيء، لمن كانوا مثله، أي من ينحدرون من خلفيّات اقتصاديّة سيئة، ولم يتمكَّنوا من متابعة أحلامهم.

بدأ كومار بتعليم الأطفال الفقراء في شقة صغيرة مستأجرة في مساكن عشوائية، أطلق عليها اسم "مدرسة رامانوجان للرياضيات"، وهو اسم عالم رياضيات هندي بارز من المعروفين عالمياً. كانت فصوله مجانية في أوَّل الأمر، ولكنه طلب من تلامذته في نهاية المطاف أن يسددوا رسوماً بقيمة 500 روبية، حتى يتمكن من تحمل تكاليف تشغيل المدرسة بدوام كامل.

لكن بسبب فقر أحد طلابه الشديد، وطلبه تقسيط الرسوم البسيطة، تولد لديه الدافع ليبدأ برنامج "سوبر 30". ولكن من أين له بالأموال اللازمة؟ يحكي كومار: "في بادئ الأمر، لم يكن ترتيب الأمور لأجل 30 طالباً شيئاً سهلاً. ولكنني تمكنت من تأمين الأموال من خلال تعليم الطلاب في المدارس الأخرى، بينما كانت والدتي، جايانتي ديفي، تطهو الطعام لهم يومياً".
ومنذ عام 2002، كانت "مدرسة رامانوجان للرياضيات" تعقُد اختباراً تنافسيّاً، لاختيار 30 طالباً من أجل الانضمام إلى مجموعة "سوبر 30". ولا يُقْبَل منهم إلا أذكى 30 طالباً من سكان القطاعات الفقيرة اقتصادياً في المجتمع، إذْ يعمَل على تعليمهم، ويوفِّر لهم الإقامة والإعاشة لعام كامل.

نجاح كومار أثار حفيظة أصحاب مراكز التعليم الهادفة للربح، إذْ لم ترُق لهم أسعاره المتدنية في تعليم الطلاب مع معدلات النجاح المرتفعة، مما أدَّى لتعرُّضه لمحاولة القتل مرتين، وهو ما دفع الشركة الهندية لتعيين حارسين يرافقانه أينما ذهب.

وبعد نجاح "سوبر 30" وشهرتها المتنامية، تلقّى الكثير من العروض من شركات خاصة محليّة ودولية، إلى جانب عروض من الحكومة للحصول على مساعدات مالية. ولكنه كان يرفضها، لأنه كان يريد أن تستمر المجموعة من خلال جهوده الذاتية. ولا يقبل التبرعات، ويؤمّن فريقه الأموال من خلال تنظيم الفصول الدراسية المسائية.

النجاح الكبير دفع قناة "ديسكفري" عام 2009 لعرض برنامج حول مجموعة "سوبر 30". وخصصت صحيفة "نيويورك تايمز" نصف صفحة حول أناند كومار. وتمت دعوته من قبل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد للحديث عن مجهوداته. واختارت مجلة تايمز "المجموعة" على قائمة "الأفضل في آسيا" لعام 2010. وتلقت المجموعة الإشادة من رشاد حسين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ووصفها بأنها الأفضل على مستوى البلاد. وفي إبريل/ نيسان عام 2011 ألّف الطبيب النفسي، بيجو ماثيو، وهو هندي مقيم في كندا، كتاباً حول القصة الملهمة لمعهد "باتنا" الذي أسسه كومار.
بدأ التصوير الرئيسي للفيلم في فبراير/ شباط 2018 في مدينتي سامبهار وراجستان. ويتوقع خبراء السينما في "بوليوود" أن يحقّق الفيلم نجاحًا كبيرًا وجماهيرية عالية، بسبب شعبية أناند كومار، وأن يكون إضافة جيدة إلى رصيد هريثيك الفني.
المساهمون