"سناب تشات" يوثّق حالات سوء المعاملة

قد يُخيل للجميع أنّ تطبيق تراسل الصور والمقاطع المصورة المؤقتة، "سناب تشات"، هو مجرد تطبيق عادي مشابه لتطبيقات التواصل الأكثر شهرة، "فيسبوك" و"تويتر"، بيد أنّه مختلف قلباً وقالباً. فالتطبيق سعى منذ سنة تقريباً للابتعاد تدريجياً عن أي ميزات متشابهة موجودة داخل أي من تطبيقات التواصل المستخدمة بقوة بين الناس.

ولعلّ أبرز ميزة يقدّمها التطبيق هي ميزة الفلاتر المتغيّرة، والتي تتيح للمستخدمين تغيير أشكال وجوههم والخلفية المحيطة بها بطريقة سهلة وفريدة من نوعها، لتبادل الصور والمقاطع المصورة من خلالها. لكن ما تأثير هذه الصور المعدّلة على المستخدمين وهل تترك أثراً نفسياً عليهم؟

بطبيعة الحال، عُرِّف تطبيق "سناب تشات" في البداية كوسيلة لإرسال الصور المسيئة واللا أخلاقية كونها تحذف تلقائياً بعد فترة لا تتجاوز عشر ثوانٍ. ومن هنا، استثمر بعضهم هذا التعريف لغايات إصلاحية كـ Rajshekar Patil، وهو مدير تنفيذي لشركة إعلانات خاصة مقرها "مومباي"، عمل على الاستفادة من عدم ثبات رسائل التطبيق لتمكين فئة محددة من الناس، والذين عانوا ويعانون من سوء المعاملة، من الاستفادة عبر التعبير دون خوف وتبادل تلك التجارب الصعبة.

استكمالاً لفكرته، أطلق Patil منتدى خاصاً، وهو كناية عن مجموعة منظمة تمكن المستخدمين من الإبلاغ عن سوء المعاملة ومعرفة المعلومات الكاملة عن الحوادث، حيث يمكن لضحايا سوء المعاملة طلب المساعدة من خبراء ومختصين. Patil يعمل في وكالة الإبداع العالمية TBWA، والتي تعاونت مع نداء شريف، مدير Chayn، أي منصة شبكة الإنترنت التي تدعم ضحايا العنف الأسري، وغيره من المنصات حيث أصبح بإمكان المستخدمين الحصول على إجابات سرية من الخبراء حول العلاقات، وقضايا الجنس وغيرها من المواضيع الحساسة، والتي يفضّل المستخدمون مناقشتها بسرية وأمان. وقال شريف: "لقد أدركنا أن الخصوصية والسرية من الأمور فائقة الأهمية لأولئك الذين عانوا من علاقات مسيئة، وخاصة بالنسبة للمراهقين والشباب".



ويعمل الموقع على نشر وتوثيق قصص عن مشاكل علاقات سيئة وكيف تمّت معالجاتها، حيث إنّ أكثر من 200 ألف شخص يتفاعلون شهرياً معها. وعبر التطبيق، تعرض القصص على شكل صور ومقاطع منفصلة وبمدة لا تتجاوز عشر ثوان ليُعبّر من خلالها الأشخاص المعنيون عن تجربتهم الصعبة بثقة أنّ شيئاً لن يتمّ تحفيظه. ومن وظائف المجموعة الأساسية التركيز على مضار الإيذاء اللفظي والجسدي بطريقة مبسطة، مع تعريفات عن سبل بدء سوء المعاملة والاستدراج على مختلف مواقع التواصل.

وللمساعدة في الحصول على مزيد من الإضاءة على أهداف المجموعة تمّ نشر قصة مستخدم كان ضحية لاعتداء، وما زال يعاني من القلق حول تقاسم صور كدمات وجهه مع أصدقائه. التفاعل كان كبيراً مع القضية، حيث إنّ فلاتر التطبيق ساهمت في تعزيز ثقة المستخدم المتضرّر، والذي استطاع، قبل أن يتخلّص من كدمات وجهه، تراسل صوره ومقاطع مصورة له مع أصدقائه دون خجل أو خوف من حالته. 


هذا ويمكن للمستخدمين إضافة حسابهم باستخدام "i.d.lovedoctordotin"، والذي يمكّنهم من الاتصال مع المجموعة وبدء إرسال وقراءة الأسئلة.