متطوعون فلسطينيون، هدفهم تخفيف آلام الفقراء ورسم البسمة على شفاه المعوزين، بفكرة بسيطة انطلقوا في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، ولم يدخروا أي جهد ممكن لمساعدة العائلات المحتاجة ونشر ثقافة التطوع وعمل الخير في المجتمع.
لهذا الغرض، أسسوا مجموعة تطوعية تدعى "سلفيت الخير" مهمتها الأساسية مساعدة العوائل المحتاجة والفقيرة، وتأمين أدنى احتياجاتها لتمكينها من الناحية الاقتصادية، ودمجها في المجتمع المحلي بغرض التعايش مع ما يليق بكرامة الإنسان.
انطلقت المجموعة في شهر فبراير/شباط من العام الماضي، بعد أول عملية مساعدة باشرتها المجموعة لعائلة فقيرة كانت تمر بظروف اقتصادية صعبة، حيث ساعدتها في ترميم منزلها بشكل كامل وأعيد تأهيله، إضافة إلى تقديم بعض المساعدات لتلك العائلة المهمشة ونقلها بشكل نوعي من تحت خط الفقر.
كانت تلك الخطوة التي أقدم عليها شباب مدينة سلفيت بمثابة شرارة انطلاقة لمجموعة من الشباب المتطوع بمساعدة المجتمع المدني لاستهداف عشرات العوائل الفقيرة ومساعدتها ضمن حملات موسمية جماعية وفردية بحسب الحاجة، وذلك في إطار الواجب الإنساني للشباب، وأيضا نشر ثقافة العمل التطوعي عندهم.
ويقول حسن أسليم، أحد متطوعي "سلفيت الخير"، لـ"العربي الجديد": "انطلقنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بفكرة شبابية تتمحور حول كيفية تقديم يد العون للمحتاجين غير القادرين على إعالة أنفسهم، بمساعدة أهل الخير الراغبين في التعاون وتقديم ما يمكن تقديمه".
وبحسب أسليم، تهدف مجموعة سلفيت الخير إلى رسم الابتسامة على وجوه المهمشين في مدينتهم، ونقلهم من حالة الفقر التي يعيشون فيها إلى أوضاع أفضل حالا بشكل يليق بهم وبكرامتهم.
وأطلقت المجموعة عدة حملات للمساعدة، لا سيما الموسمية، كحملات الشتاء الدافئ، والعودة إلى المدارس وشهر رمضان المبارك الذي يأخذ حيزا كبيرا من فعالياتهم، إضافة إلى الأعياد والمناسبات الثابتة والمتعددة.
ويهدف المتطوعون في "سلفيت الخير" إلى نشر ثقافة التطوع في المدينة، ولديهم العديد من الأنشطة في الأماكن العامة، كحملات النظافة وتأهيل الطرقات ورعاية الحدائق العامة وغيرها من الأنشطة الترفيهية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وعوائل الأيتام.
وأوضح أسليم أن أمل متطوعي المدينة بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية فيها هو النهوض بمستوى الأسر المحتاجة ونقل صورة جميلة عن مدينة سلفيت، والتي تحمل في طياتها علاقات اجتماعية متماسكة بين الفقراء من جهة والأغنياء من جهة أخرى.
وتعتمد "سلفيت الخير" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث يتواصل الأعضاء عبر مجموعة مغلقة، فيما يتواصلون عبر صفحتهم مع عامة الناس ومن خلالها أيضا يتعرفون على المحتاجين والمتبرعين في آن واحد.
وتحظى المجموعة بثقة أهالي مدينة سلفيت، وهو ما يعطيهم حافزا كبيرا على العمل بشكل متواصل، إضافة إلى ثقة المؤسسات بهم وحرصهم على المشاركة بالتبرع وتأمين تكاليف أنشطتهم وفعالياتهم.
"نحاول طرق باب كل بيت لتخفيف هموم الناس وتقديم المساعدة لهم، دون أن نترك محتاجا في مدينتنا" يلخص حسن أسليم رسالة "سلفيت الخير" وغايتها التي انطلقت من أجلها.
اقرأ أيضاً: أيتام غزة يندّدون باستمرار الحصار الإسرائيلي