"سلطان البهرة" يتبرع بـ10 ملايين جنيه بعد لقاء السيسي
"سلطان البهرة" يتبرّع لـ"تحيا مصر" (فيسبوك)
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، يرافقه شقيقه ونجلاه، ومستشاره، وممثل سلطان البهرة بالقاهرة، وبعد اللقاء تبرع سلطان البهرة لـ"صندوق تحيا مصر" بـ10 ملايين جنيه، وهو نفس المبلغ الذي تبرع به في 17 أغسطس/ آب 2014، بعد لقائه السيسي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، في تصريح رسمي، إن السيسي رحب بسلطان البهرة، مشيداً بالجهود التي تبذلها طائفة البهرة لترميم المساجد الأثرية في مصر، ومن بينها جامع الحاكم بأمر الله والجامع الأقمر وجامع الجيوشي ومسجد اللؤلؤة، بالإضافة إلى الاهتمام الذي توليه الطائفة بصيانة مساجد آل البيت في مصر، فضلاً عن الأعمال الخيرية مثل بناء المدارس.
وأضاف المتحدث الرئاسي، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، اليوم، أن "سلطان البهرة أشاد بما حققته مصر من نجاح وتقدم على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار خلال العامين الماضيين"، مثنياً على "ما تتمتع به مصر من حرية دينية تتيح ممارسة الشعائر بحرية تامة وتكفل للجميع مناخاً مستقراً".
وتعد تلك الزيارة الثالثة لسلطان البهرة، منذ عام 2014، حيث سبق أن زار مصر، في يناير/كانون الثاني 2014، وأغسطس/ آب 2014، وهو يمتلك منزلاً بمنطقة الدقي، بالجيزة.
ويخشى مراقبون من تمدد الطائفة المعروفة بثرائها الكبير في مصر، حيث تركز على شراء العقارات بحي الجمالية التاريخي في وسط القاهرة القديمة، ويهتمون كثيراً بالمساجد التي بنيت خلال الحكم الفاطمي لمصر.
يذكر أن أفراد الطائفة المقيمين في مصر، يؤدون صلاة المغرب بمسجد "الحاكم بأمر الله" يوم الخميس من كل أسبوع، حيث تتوافد مجموعات قبيل المغرب بدقائق ترتدي زياً موحداً أشبه بالزي الهندي، وتعتزل المصلين في صلاة الجماعة ولا يتوضؤون من المسجد، بل يتباركون بالوضوء من بركة معينة في صحن المسجد، وتؤدي الطائفة صلاتها منفردة طبقاً لطقوس خاصة، حيث يختبئون خلف ستارة محظور الاقتراب منها أو التصوير أثناء ممارسة الطقوس.
كما أن للبهرة في مصر أماكن أخرى يرتبطون بها، منها ضريح "مالك الأشتر" الموجود في منطقة "المرج"، شرقي القاهرة، حيث يعتقدون أن "الإمام الأشتر" مدفون هناك، ويأتون كل عام إليه ويحتفلون بمولده.
وتتم الطقوس تحت سمع الحكومة المصرية، حيث تغضّ الطرف عنهم، باعتبار أنهم لا يمثلون خطراً سياسياً أو أمنياً، شأنهم شأن الطرق الصوفية والجماعات الشيعية التي تمارس شعائرها في منطقة القاهرة المكتظة بالأضرحة ومساجد آل البيت النبوي، مثل مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد اعتبرت طائفة "البهرة" خارجة عن الإسلام طبقاً للفتوى الصادرة عنها في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، وتقول الفتوى: "إنهم طائفة تابعة للفرقة الإسماعيلية الشيعية التي تعتقد بأمور تفسد عقيدتها وتخرجها عن ملة الإسلام، ومن أهمها الاعتقاد بأن النبي انقطع عنه الوحي أثناء فترة حياته وانتقلت الرسالة إلى الإمام علي"، بحسب الفتوى التي تم حذفها من على الموقع الرسمي لدار الإفتاء، مؤخراً.
ووصفت الدار في فتوى ثانية صادرة بتاريخ 18 فبراير/ شباط 2014، طائفة البهرة بأنها "فرقة خارجة عن الإسلام، وحكمهم في التعاملات نفس حكم المشركين في عدم جواز أكل ذبائحهم، وعدم جواز الزواج من نسائهم".
وأثارت الزيارة غضب رواد مواقع التواصل، وعلق كثيرون على صمت حزب النور السلفي، والدعوة السلفية، والسلفيين الموالين للسيسي، والذين أصدروا مئات التصريحات المنددة بالرئيس محمد مرسي، لاعتماده سياسات متوازنة مع إيران، حيث توالت اتهاماتهم له بالعمل على نشر التشيّع.