إلى جانب عمله في الإنقاذ والإسعاف يعمل فريق الدفاع المدني السوري في ريف دمشق على توعية الأهالي بطرق الحماية الأمثل للنفس والغير خلال ساعات القصف الكثيف التي يعيشها أهالي الغوطة، ضمن حملة مستمرة بدأها مطلع مارس/آذار الماضي، باسم "سلامتكم تهمنا".
تشمل الحملة مدن وبلدات ريف دمشق، والقلمون الشرقي في جيرود والرحيبة ومضايا والزبداني، إضافة إلى المحافظات السورية الأخرى التي يوجد فيها الدفاع المدني.
وأوضح المتحدّث باسم فريق الدفاع المدني في ريف دمشق، ويدعى محمود، أن النشاط التوعوي "يشمل فئتي الكبار والصغار، بالأخص المدرسين والمدرسات الذين يكونون مع الأطفال خلال لحظات الخطر، فالوعي بهذه الأمور يجنّبنا الكثير من الخسائر البشرية". وأشار على سبيل المثال إلى حادثة سقوط صواريخ عنقودية على مدرسة في دوما، وإقدام إدارتها على صرف الأطفال بدل تجميعهم في مكان آمن، ما أدى إلى استشهاد تلاميذ ومديرة المدرسة، لافتاً إلى أن الأهالي يخرجون لجلب أطفالهم من المدرسة مع بدء القصف وهو أمر خطير جداً.
وتابع "لذا خصصنا من مركز التدريب والتطوير التابع للدفاع المدني في ريف دمشق جلسات بالتنسيق مع مديرية تربية ريف دمشق، لتزويد المدارس والأهالي بالمعلومات اللازمة للتعامل مع الوضع في لحظات الاستهداف".
وأضاف "لا يخفى على أحد ما تعرّضت له دوما من قصف عنقودي وبشتى أنواع الأسلحة، منها شديدة الانفجار. اليوم هناك الكثير من مخلفات هذه الأسلحة والذخائر غير المتفجرة حولنا، يقع الكثيرون ضحيتها، الفئة الأكثر تعرضاً لخطرها هم الأطفال، خاصة أن الكثير من هذه المخلفات تكون بأشكال غريبة وغير مألوفة وبعضها جذاب للأطفال، ويظنها الطفل أحياناً كرة أو لعبة ويلمسها".
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) ٣٠ مارس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبيّن أن الحملة تضمّنت تنظيم لقاءات مع الأطفال، وتقديم قصص توضح طريقة التعامل مع الإصابات والجروح وإجراءات الوقاية من المخاطر، وأوضح محمود أنه "من المهم بالنسبة لنا أن يعرف الطفل ماذا عليه أن يفعل أثناء القصف، وإذا كان في الشارع أو في ساحة أين يذهب، وأن يخاف من الأشياء غير المألوفة بدل أن ينجذب لها. كذلك حاولنا تقديم هذه المعلومات بطريقة لطيفة قدر الإمكان، وأقمنا لهم حفلاً صغيراً مع بعض الحلويات، كما قمنا بتعريفهم على عمل الدفاع المدني".
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) ٢٨ مارس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— Mahmoud sultan (@M3hmoud_Sultan) ٢٩ مارس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتعدّ مخلفات القصف من أكبر المخاطر التي تهدّد حياة المدنيين في ريف دمشق، لذا تعمل فرق الدفاع المدني على إزالتها، وفتح الطرق الحيوية في المدينة وتنظيفها لجعلها آمنة للعبور. وأكد محمود "قمنا أخيراً بفتح الطرقات الحيوية المغلقة في مدينة حمورية جراء الغارة الجوية التي استهدفت المدينة منذ عدة أيام، كما أزلنا الكتل الإسمنتية المتدلية من الأبنية السكنية التي تعرضت للقصف الجوي في مدينة زملكا، والتي كان من الممكن أن تسقط في أي لحظة".