كانت الرسامة السورية ديمة نشاوي تتحدّث إلى صديقتها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، الأولى في لندن والثانية في دمشق: الزمان كان عام 2015، وموضوع الحديث هو قصة تحاول ديمة كتابتها وتتحدث لصديقتها عنها. فجأة اختفت الصديقة، اعتقلت، فوجدت ديمة نفسها وحيدة مع محادثات متقطعة وصديقة تجهل مصيرها.
تقول نشاوي في حديث لـ "العربي الجديد"، إن هذا هو قوام الحكاية التي سترويها نشاوي مساء اليوم في فضاء "رواق بيروت" تحت عنوان "سر حبات المطر"، القصة التي أصبح موضوعها "المختفين قسراً أياً كان خاطفهم أو من اعتقلهم في سورية"، تؤكد الفنانة.
طُبعت القصة العام الماضي في كتاب، مع رسومات أنجزتها نشاوي، فهي في الأصل فنانة رسومات تصويرية وليست كاتبة، لكنها تمكنت من صياغة قصتها، ثم انطلقت إلى طور تأديتها كحكواتية.
السينوغرافيا بسيطة جداً؛ ستتربع الفنانة الراوية على خشبة المسرح الصغير، الإضاءة ستكون خافتة، مسلطة على الوجه، تقول "أحتاج أن يرى المتفرجون وجهي جيداً، وستعزف مايا أغناديس الموسيقى المرافقة للعرض، ثمة آلة لعرض الرسومات أيضاً".
من ينظر إلى رسومات نشاوي يظن أن القصة للأطفال، ففيها هذه الروح الطفولية المغامرة، لكنها تبيّن أن "الرمزية عالية في القصة، أظن أن الأطفال لو سمعوها سيحبون الرسومات والأحداث دون أن يدركوا المغزى، لأنها موجهة للكبار في كل مكان وهم من يستطيعون تفكيك رموزها".
تلفت نشاوي أن القصة مترجمة إلى الكردية والإنكليزية، بهدف أن تكون أول قصة من هذا النوع مترجمة إلى الكردية.
الحكاية تقول إن ثمة فتاة تدعى لانا "تخرج في رحلة للبحث عن أمها التي اختفت فجأة دون أن تترك وراءها أي أثر، ما عدا حبة مطر معلقة على غصن شجرة وقد حبس اسم الأم فيها"، لتكون أشبة بقصة تبحث عن شخصياتها.